قوله: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ ﴾ اللام في جواب قسم محذوف. قوله: ﴿ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ أفاد المفسر أن من للتبعيض، وهو مفعول لرأى، والكبرى صفة لآيات، ووصفه بوصف المؤنثة الواحدة لجوازه وحسنه مراعاة الفاصلة، وفسر الكبرى بالعظام، إشارة إلى أنه ليس المعنى على التفضيل لعدم حصر تلك الآيات، ووصف العظم مقول بالتشكيك فيها، فيذهب السامع فيها كل مذهب فتدبر. قوله: (رفرفاً) قيل: هو في الأصل ما تدلى على الأسرة من غالي الثياب ومن أعالي الفسطاط، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى، جاءه الرفرق فتناوله من جبريل وطار به إلى العرش، حتى وقف بين يدي ربه، ثم لما حان الانصراف تناوله فطار به، حتى أداه إلى جبريل صلوات الله عليهما، وجبريل يبكي ويرفع صوته بالتحميد، فالرفرف خادم من الخدم بين يدي الله تعالى، له خواص الأمور في محل الدنو والقرب، كما أن البراق دابة يركبها الأنبياء، مخصوصة بذلك في الأرض. قوله: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ ﴾ استفهام إنكاري، قصد به توبيخ المشركين على عبادتهم الأوثان، بعد بيان تلك البراهين القاطعة الدالة على انفراده تعالى بالألوهية والعظمة، وأن ما سواه تعالى، وإن جعلت مرتبته وعظم مقامه، حقير في جانب جلال الله عز وجل. قوله: ﴿ ٱللاَّتَ ﴾ اسم صنم كان في جوف الكعبة، وقيل: كان لثقيف بالطائف، وقيل: اسم رجل كان يلت السويق ويطعمه الحاج، وكان يجلس عند حجر، فلما مات سمي الحجر باسمه، وعبد من دون الله، وآل في اللات زائدة زيادة لازمة كما قال ابن مالك: وقد تزاد لازماً كاللات. وتاؤه قيل: أصلية وعليه فأصله ليت، وقيل: زائدة وعليه فأصله لوى يلوي، كأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليها، ويلتوون أي يعتكفون عليها، ويترتب على القولين الوقف عليها، فبعض القراء يقف عليها الهاء على القول بزيادتها، وبعضهم بالتاء على القول بعدم زيادتها. قوله: ﴿ وَٱلْعُزَّىٰ ﴾ تأنيث الأعز كالفضل والأفضل وهو اسم صنم، وقيل شجرة سمر لغطفان كانوا يعبدونها، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها. قوله: ﴿ وَمَنَاةَ ﴾ إما بالهمزة بعد الألف أو بالأف وحدها، قراءتان سبعيتان، إما مشتقة من النوء وهو المطر، لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء، أو من منى يمني أي صب، لأن دماء النسك كانت تصب عندها. قوله: (اللتين قبلها) أي إما صفة بالنظر للفظ، أو بالنظر للرتبة، والمعنى أن رتبتها عندهم منحطة عن اللتين قبلها. قوله: (صفة ذم للثالثة) أي لأنها بمعنى المتأخرة الوضيعة المقدار. قوله: (وهي أصنام من حجارة) أي أن الثلاثة أصنام من حجارة، كانت في جوف الكعبة، وقيل اللات لتثقيف بالطائف، والعزى شجرة لغطفان، ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة أو لثقيف، وقل: إن اللات أخذه المشركون من لفظ الله، والعزى من العزيز، ومناة من منى الله الشيء قدره. قوله: (والثاني محذوف) أي وهو جملة استفهامية استفهاماً إنكارياً ذكرها بقوله: (ألهذه الأصنام) الخ، والمعنى أفرأيتموها قادرة على شيء. قوله: (ولما زعموا أيضاً) كما زعموا، أن الأصنام الثلاثة تشفع لهم عند الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon