قوله: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ ﴾ الخ، هذا أيضاً من جملة تفضيل قوله:﴿ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴾[القمر: ٤] وذكر قصة عاد عقب قصة نوح، لأنهم ذرية نوح، لأن عاداً هو ابن إرم بن سام بن نوح. قوله: ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ مرتب على محذوف قدره بقوله: (فعذبوا). قوله: (أي وقع موقعه) أي فتعذيبه لهم عدل منه تعالى، لأنه أنذرهم أولاً على لسان نبيهم فلم يؤمنوا، وذلك لأنه جرت عادة الله تعالى، أنه لا يؤاخذ عبداً بغير جرم تنزيلاً منه تعالى، وإلا فلو أخذ عباده بغير جرم لا يسمى ظالماً، لأنه تصرف في ملكه، والظلم التصرف في ملك الغير بغير إذنه. قوله: (وقد بينه بقوله) الخ، أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا ﴾ الخ، تفصيل لما أجمل أولاً. قوله: (شؤم) أي غير مبارك. قوله: (دائم الشؤم) أي إلى الأبد عليهم، وهو يوم مباك على هود ومن تبعه، فهو يوم نحس على الكفارين، ويوم مبارك على المؤمنين. قوله: (أو قوية) أي فهو مأخوذ من المرة وهي القوة، وفي الحقيقة هو دائم الشؤم قوية. قوله: (آخر الشهر) أي شره شوال لثمان بقين منه؛ واستمر إلى غروب الشمس من يوم الأربعاء آخره، والمعنى أنه أتاهم العذاب يوم الأربعاء، والباقي من شوال ثمانية أيام، فاستمر عليهم لآخره، قال تعالى في سورة الحاقة﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ﴾[الحاقة: ٧] إذا علمت ذلك، فليس المراد بقول المفسر: (آخر الشهر) أن يوم نزول العذاب، كان آخر الشهر، بل هو منتهاه. قوله: ﴿ تَنزِعُ ٱلنَّاسَ ﴾ أظهر في مقام الإضمار، ليكون صريحاً في عموم الذكور، وإلا فمقتضى الظاهر تنزعهم. قوله: (المندسين فيها) أي فقد روي أنهم دخلوا في الشعاب والحفر، وتمسك بعضهم ببعض، فتنزعهم الريح منها وصرعتهم موتى. قوله: (وحالهم ما ذكر) الجملة حالية من ضمير كأنهم، وفيه إشارة إلى أن قوله: ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾ حال من الناس مقدرة، وذلك لأنهم حين إخراجهم من الحفر، لم يكونوا كإعجاز النخل، بل كانوا كذلك بعد ما حصل لهم ما ذكر. قوله: (أصول) ﴿ نَخْلٍ ﴾ المراد بها النخل بتمامها من أولها لآخرها ما عدا الفروع والمعنى كأنهم نخل قد قطعت رؤوسه. قوله: (منقلع) تفسير لمنقعر، وفيه إشارة إلى قوتهم وثبات أجسامهم في الأرض، فأكنهم لعظم أجسامهم وكمال قوتهم، يقصدون مقاومة الريح فلم يستطيعوا، لأنها لشدتها تقلعهم، كما تقلع النخل من الأرض. قوله: (وذكر هنا) أي حيث قال منقعر، ولم يقل منقعره، وقوله: (وأنث في الحاقة) أي حيث قال خاوية ولم يقل خاو. قوله: (في الموضعين) أي فهنا الفاصلة على الراء وهناك على الهاء.