قوله: (ما لا ساق له) أي وهو المفروش على الأرض، كالقثاء البطيخ ونحوهما. قوله: (ما له ساق) أي وهو المرتفع كالنخل والنبق ونحوهما. قوله: (يخضعان) أي ينقادان لما يراد منهما طوعاً، فلا تخالف ما أمرت به، فلو أراد منهما الإثمار أو عدمه لم تخالف، بل تأتي على طبق ما أراده. قوله: (أثبت العدل) أي في جميع الأمور، والمعنى: أن الله تعالى شرع العدل وأمر به في كل شيء، لا سيما في الكيل والوزن. قوله: (أي لأجل أن لا تجوروا) أشار بذلك إلى ﴿ أَنْ ﴾ ناصبة و ﴿ لاَّ ﴾ نافية و ﴿ تَطْغَوْاْ ﴾ منصوب بأن، وقبلها لام العلة مقدرة. قوله: ﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ ﴾ إيضاح لقوله: ﴿ أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ ﴾ وذلك لأن الطغيان في الميزان أخذ الزائد، والإخسار إعطاء الناقص، والقسط التوسط بين الطرفين. قوله:(أثبتها) أي دحاها وخفضها. قوله: ﴿ لِلأَنَامِ ﴾ أي لانتفاعهم بها من أكل وشرب ونوم ونحو ذلك. قوله: (وغيرهم) أي كباقي البهائم. قوله: ﴿ فِيهَا فَاكِهَةٌ ﴾ الجملة حالية. قوله: ﴿ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ ﴾ جمع كم بالكسر وهو وعاء الطلع وغطاء النور، ويجمع أيضاعلى أكمة، وأما بالضم فهو للقميص. قوله: ﴿ وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ ﴾ الخ، برفع الثلاثة أو نصبها، أو رفع الأولين وجر الثالث، ثلاث قراءات سبعيات، فرفع الجميع عطف على ﴿ فَاكِهَةٌ ﴾ ونصبها بفعل محذوف أي خلق، ورفع الأولين عطف على ﴿ فَاكِهَةٌ ﴾ وجر الثالث عطف على ﴿ ٱلْعَصْفِ ﴾.
قوله: ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ أي بأي فرد من أفراد تلك النعم المذكورة تكذبان؟ أي تنكرانها وتكابران فيها، وذلك شأن الكفار، أولا تشكران ربكما عليها، وذلك شأن العصاة، و ﴿ آلاۤءِ ﴾ جمع ألى أو إلى كمعى وحصى، وإلى كحمل، وألى كأصل. قوله: (أيها الإنس والجنس) أي فالخطاب للثقلين، كما يشعر به قوله فيما يأتي﴿ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ ﴾[الرحمن: ٣١].
قوله: (ذكرت إحدى وثلاثين مرة) ثمانية منها عقب آيات تعداد النعم، ثم سبعة عقب ذكر النار وشدائدها على عدة أبوابها، لأن التخلص منها نعمة، ثم ثمانية عقب وصف الجنتين الأولين كعدة أبوابها، ثم ثمانية عقب وصف الجنتين اللتين هما دون الجنتين الأوليين. قوله: (والاستفهام للتقرير) ويصح أن يكون للتوبيخ على ما فصل من فنون النعم الموجبة للشكر والإيمان. قوله: (ثم قال ما لي أراكم سكوتاً) الخ، يؤخذ من ذلك أن ينبغي لسامع هذه السورة أن يجيب بهذا الجواب. قوله: (كانوا أحسن منكم رداً) أي في الجواب، فلا ينافي أن الإنس أحسن منهم فهذه مزية. قوله: (فبأي آلاء) الخ، بدل من هذه الآية. قوله: (إلا قالوا ولا بشيء من نعمك) الخ، ظاهره أن جميع ما في هذه السورة نعم، مع أن فيها﴿ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ ﴾[الرحمن: ٣٥] الخ، و﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾[الرحمن: ٢٦] و﴿ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ﴾[الرحمن: ٤٣] ونحو ذلك. وأجيب: بأن رفع البلاء وتأخير العذاب عن العصاة، والتسوية في الموت بين الشريف وغيره من جملة النعم، فحسن جواب الجن عقب كل واحدة. قوله: (آدم) أشار بذلك إلى أن أل في الإنسان للعهد بخلاف الإنسان المتقدم ففيه احتمالات ثلاثة. قوله: (إذا نقر) أي ليختبر هل فيه عيب أو لا.