قوله: ﴿ رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ ﴾ بالرفع في قراءة العامة على أنه خبر لمحذوف أي هو رب المشرقين، وقرئ شذوذاً بالجر على أنه بدل أو بيان لربكما. قوله: (كذلك) أي مغرب الشتاء ومغرب الصيف، وأما آية﴿ فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ ﴾[المعارج: ٤٠] فباعتبار مشرق كل يوم ومغربه. قوله: ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ أي بأي نعمة من هذه النعم العظيمة تكفران بها؟قوله: ﴿ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ ﴾ المرج بفتحتين في الأصل الإهمال والترك أو الإرسال، وبسكون الراء الأرض ذات النبات والمرعى، يقال: مرج الدابة أي أرسلها ترعى في المرج. قوله: ﴿ يَلْتَقِيَانِ ﴾ حال من البحرين، أي يتماسان على وجه الأرض، بلا فصل بينهما في رؤية العين. قوله: ﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ﴾ جملة مستأنفة أو حالية من البحرين. قوله: ﴿ لاَّ يَبْغِيَانِ ﴾ أي لا يتجاوز كل واحد منهما ما حده له خالقه، فالماء العذب الداخل في الملح باق على حاله لم يمتزج بالملح، فمتى حفرت في جنبي الملح في بعض الأماكن، وجدت الماء العذب، بل كلما قربت الحفرة من الملح، كان الماء الخارج منها أحلى، فخلطهما الله في رأي العين، وحجزهما بقدرته تعالى، وإذا كان هذا حال جماد، لا إدراك له ولا عقل، فكيف يبغي العقلاء بعضهم على بعض. قوله: (بالبناء للمفعول والفاعل) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (الصادق بإحدهما) هذا غير ظاهر، لأن المجموع لا يصدق على البعض، إلا إذا كان متعدداً كقوله: كل رجل يحمل الصخرة العظيمة، فالأولى أن يجعل الكلام على حذف مضاف إي من أحدهما، وقيل لا تقدير في الآية، بل يخرجان من الملح في الموضع الذي يقع فيه العذب، وهو مشاهد عند الغواصين، وقيل: العذب كالرجل، والملح كالمرأة، واللؤلؤ والمرجان يخرجان منهما، كما يخرج الولد من الرجل والمرأة، وقال ابن عباس: تكون هذه الأشياء في البحر بنزول المطر، والصدف تفتح أفواهها للمطر. قوله: ﴿ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ﴾ جمع جارية وهي السفينة، صفة جرت مجرى الأسماء، سميت بذلك لأن شأنها الجاري. قوله: ﴿ ٱلْمُنشَئَاتُ ﴾ بفتح الشين اسم مفعول، أي أنشأها الناس بسبب تعليم الله لهم، وكسرها اسم فاعل أي تنشئ الريح بجريها، أو تنشئ السير إقبالاً وإدباراً، ونسبة الإنشاء لها مجاز، وهما قراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بتشديد الشين مع فتحها مبالغة. قوله: (أي الأرض) أي وعلى هذا التفسير فلا يستثنى شيء، بخلاف قوله تعالى:﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ﴾[القصص: ٨٨] فيستثنى الجنة والنار والحور العين والولدان والعرش والأرواح. قوله: (هالك) أي بالفعل. قوله: ﴿ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ﴾ الخطاب إما لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعتناء بشأنه، وإما لأي سامع، ليعلم لكل أحد أن غير الله فان. قوله: ﴿ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ ﴾ فيه وعد ووعيد، فيوصف الجلال إفناء الخلق وتعذيب الكفار، ويوصف الإكرام إحياؤهم وإثابة المؤمنين، و ﴿ ذُو ﴾ بالرفع في قراءة العامة نعت للوجه، وقرئ شذوذاً بالجر صفة للرب، وأما في آخر السورة فالقراءتان سبعتيان.