وفي الحديث:" إن الحور العين، يأخذ بعضهن بأيدي بعض، ويتغنين بأصوات لم يسمع الخلائق بأحسن منها ولا بمثلها، نحن الراضيات فلا نسخط أبداً، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ونحن الخالدات فلا نموت أبداً، ونحن الناعمات فلا نيبس أبداً، ونحن خيرات حسان حبيبات لأزواج كرام ". روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة، أجابهن المؤمنات من نساء أهل الدنيا: نحن المصليات وما صليتن، ونحن الصائمات وما صمتن، ونحن المتوضئات وما توضأتن، ونحن المتصدقات وما تصدقتن. قالت عائشة رضي الله عنها: فغلبنهن والله، واختلف هل الحور العين أكثر حسناً وأبهى جمالاً، أو نساء الدنيا؟ والصحيح أن نساء الدنيا يكن أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف. قوله: (من در مجوف) قال ابن عباس: الخيمة فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب. وروي أن سحابة مطرت من العرش، فخلقت الحور من قرطات الرحمة، ثم ضرب على كل واحدة منهن خيمة على شاطئ الأنهار، سعتها أربعون ميلاً، وليس لها باب، حتى إذا حل ولي الله الجنة، انصدعت الخمية عن باب، ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدام لم تأخذها، فهي مقصورة قد قصر بها عن أبصار المخلوقين. قوله: (مضافة إلى القصور) أي أنها في داخلها، فالخيمة في داخل القصر. قوله: (بالخدور) جمع خدر وهو الستر الذي يتخذ في البيوت كالناموسية. قوله: (وإعرابه كما تقدم) أي أنه حال عامله محذوف أي يتنعمون. قوله: (جمع رفرفة) أي واحدة رفرفة، والرفرف اسم جنس جمعي أو اسم جمع. قوله: (أي بسط أو وسائد) هذان قولان في معنى الرفرف، وقيل: هو شيء إذا استوى عليه صاحبه رفرف به وأهوى به كالمرجاح، يميناً وشمالاً، ورفعاً وخفضاً، يتلذذ به مع أنيسته. قوله: ﴿ وَعَبْقَرِيٍّ ﴾ منسوب إلى عبقر، قرية يناجيه اليمن، ينسج فيها بسط منقوشة، فقرب الله لنا فراش تلك الجنتين به، وقيل: إن الياء ليست للنسب، بل هي كياء الكرسي والبختي، فهو اسم للفراش المنقوش البالغ الغاية في الحسن. قوله: (أي طنافس) جمع طنفسة بكسرتين أو فتحتين بساط له خمل رقيق. قوله: ﴿ ذِي ٱلْجَلاَلِ ﴾ بالياء والواو قراءتان سبعيتان. قوله: (ولفظ اسم زائد) أي لأن أوصاف التنزيه والتعظيم في الحقيقة للمسمى، وقد يقال: أسماء الله وصفاته يسند لها التنزيه والتعظيم حقيقة، فعدم زيادته أبلغ في التعظيم والتنزيه.