قوله: ﴿ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ الخ، رد لإنكارهم واستبعادهم. قوله: (لوقت) ﴿ يَوْمٍ ﴾ أي فيه وضمن الجمع معنى السوق فعداه بإلى، وإلا فمقتضى الظاهر تعديته بفي. قوله: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ ﴾ عطف على ﴿ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ والخطاب لأهل مكة وأضرابهم. قوله: ﴿ مِّن زَقُّومٍ ﴾ هو أخبث الشجر ينبت في الدنيا بتهامة، وفي الآخرة في الجحيم. قوله: (بيان للشجر) أي فمن بيانية، وأما من الأولى فهي لابتداء الغاية أو زائدة. قوله: (من الشجر) أي وإنما أعاد الضمير عليه مؤنثاً، لكون الشجر اسم جنس، يجوز تذكيره وتأنيثه. قوله: ﴿ فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ ﴾ تفسير للشرب الأول، وفي الآية تنبيه على كثرة شربهم من الحميم، وأنه لا ينفعهم، بل يزدادون به عذاباً. قوله: (بفتح الشين وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (جمع هيمان) الخ، هذا سبق قلم، والصواب أن يقول جمع أهيم وهيماء، لأن هيم أصله هيم بضم الهاء بوزن حمر، قلبت الضمة سكرة لتصح الياء، وحمر جمع الأحمر وحمراء، والمعنى: يكونون في شرابهم الحميم كالجمل أو الناقة التي أصابها الهيام، وهو داء معطش تشرب منه الإبل إلا أن تموت أو تمرض مرضاً شديداً. قوله: ﴿ هَـٰذَا نُزُلُهُمْ ﴾ أي ما ذكر من مأكولهم ومشروبهم، والنزل في الأصل ما يهيأ للضيف أول قدومه من التحف والكرامة، فتسميته نزل تهكم بهم، قوله: (بالبعث) أي الإحياء بعد الموت. قوله: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ ﴾ الخ، احتجاجات على الكافرين المنكرين للبعث، والمعنى أخبروني، فمفعولها الأول ﴿ مَّا تُمْنُونَ ﴾ والثاني الجملة الاستفهامية. قوله: ﴿ مَّا تُمْنُونَ ﴾ بضم التاء في قراءة العامة من أمنى يمني، وقرئ شذوذاً بفتحها من منى يمنى بمعنى صب، والمعنى أخبروني الماء الذي تقذفونه وتصبونه في الرحم ﴿ ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ ﴾ الخ. قوله: (بتحقيق الهمزتين) في كلامه تنبيه على أربع قراءات سبعيات، مع أنها خمس، وذلك لأن التحقيق، إما مع إدخال ألف بينهما ممدودة مداً طبيعياً، أو بدونها والتسهيل كذلك، وإبدال الثانية ألفاً ممدودة مداً لازماً، وقوله: (في المواضع الأربعة) أي هذا وقوله بعد﴿ ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ ﴾[الواقعة: ٦٤]﴿ ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ ﴾[الواقعة: ٦٩]﴿ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ ﴾[الواقعة: ٧٢].
قوله: ﴿ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ ﴾ يحتمل أن ﴿ أَم ﴾ منقطعة لأن ما بعدها جملة، والمتصلة إنما تعطف المفردات، وحينئذ فيكون اللام مشتملاً على استفهامين: الأول ﴿ ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ ﴾ وهو إنكاري وجوابه لا؛ والثاني مأخوذ من ﴿ أَم ﴾ إن قدرت ببل والهمزة، أو بالهمزة وحدها، ويكون تقريرياً، ويحتمل أن تكون متصلة، وذلك لأنها عطفت المفرد وهو ﴿ نَحْنُ ﴾ والإتيان بالخبر زيادة تأكيد. قوله: ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ ﴾ أي حكمنا به وقضيناه على كل مخلوق، فلا يستطيع أحد تغيير ما قدرنا. قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ ﴾ يصح تعلقه بمسبوقين، أي لم يعجزنا أحد على تبديلنا أمثالكم أو يقدرنا، والمعنى: قدرنا بينكم الموت، على أن نميت طائفة ونجعل مكانها أخرى.
﴿ أَمْثَـٰلَكُمْ ﴾ إما جمع مثل بكسر فسكون. والمعنى: نحن قادرون على أن نعدمكم ونخلق قوماً آخرين أمثالكم، أو جمع مثل بفتحتين بمعنى الصفة. والمعنى: نحن قادرون على أن نغير صفاتكم، وننشئكم في صفات أخرى غيرها. قوله: ﴿ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ مَا ﴾ موصولة، وحينئذٍ فتكتب مفصولة من حرف الجر. والمعنى: نخلقكم في صور لا علم لكم بها.