قوله: ﴿ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ ﴾ أي الترابية لأبيكم آدم، واللحمية لأمكم حواء، والنطفية لكم، ولا شك أن كلاً منها تحويل من شيء إلى غيره. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا. قوله: (تثيرون الأرض) الخ، إنما فسر الحرث بمجموع الأمرين مراعاة لمعناه اللغوي، ولأن الشأن أن البذر يكون معه إثارة أرض، والمناسب هنا تفسيره بالبذر، والمعنى: أفرأيتم البذر الذي تلقونه في الطين أأنتم تنبتونه الخ. قوله: (نباتاً يابساً لا حب فيه) أي وقيل هشيماً لا ينتفع به في مطعم آدمي ولا غيره. قوله: ﴿ تَفَكَّهُونَ ﴾ هو في الأصل من التفكه، وهو إلقاء الفاكهة من اليد، وهو لا يكون من الشخص إلا عند إصابة الأمر المكروه، فقول: (تعجبون) أي من غرابة ما نزل بكم تفسير باللازم. قوله: (وتقولون) ﴿ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴾ أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴾ مقول لقول محذوف حال تقديره ﴿ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾ قائلين ﴿ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴾ أي لملزمون غرامة ما أنفقنا، أو مهلكون بسبب هلاك رزقنا. قوله: ﴿ مِنَ ٱلْمُزْنِ ﴾ هو بالضم السحاب مطلقاً كما قال المفسر، أو المراد به أبيضه، أو المحتوي على الماء. قوله: ﴿ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ﴾ حذفت اللام هنا لعدم الاحتياج إلى التأكيد، إذ لا يتوهم ملك السحاب وما فيه من الماء، بخلاف الزرع والأرض، ففي ذلك شائبة ملك، فأتى في جانبه بالمؤكد وهو اللام. قوله: (لا يمكن شربه) أي والانتفاع الزرع به. قوله: ﴿ ٱلَّتِي تُورُونَ ﴾ من أوريت الزند، قدحته لتستخرج ناره، وأصله توريون استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقائهما وقلبت الكسرة ضمة لمناسبة الواو. قوله: (من الشجر الأخضر) أي أو من غيره، وإنما اقتصر على الشجر الأخضر، لكونه أعظم وأبهر في الدلالة على عظمة الله وباهر قدرته. قوله: (كالمرخ والعفار) تقدم الكلام على ذلك في سورة يس، وأما (الكلخ) فهو معروف في بعض بلاد المغرب والشام، يؤخذ منه قطعتان وتضرب إحداهما فتخرج النار، وعن ابن عباس أنه قال: ما من شجرة ولا عود إلا وفيه النار سوى العناب. قوله (المسافرين) أي وخصوا بالذكر، لأن منفعتهم بها أكثر من المقيمين، فإنهم يوقدونها بالليل لتهرب السباع، ويتهدي الضال، ونحو ذلك من المنافع. قله: (من أقوى القوم) أشار بذلك إلى المراد بالمقوين المسافرون، وأنه مأخوذ من أقوى القوم إذا صاروا بالقوى، وهي الأرض الخالية من السكان، وقيل: المراد بهم ما هو أعم، لأن المقوي من الأضداد، يقال للفقير مقو لخلوه من المال، وللغني لقوته على ما يريد، والمعنى: جعلناها متاعاً ومنفعة للأغنياء والفقراء المسافرين والحاضرين، فلا غنى لأحد عنها. قوله: (بالقصر والمد) أي مع كسر القاف فيهما. قوله: ﴿ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ﴾ مفرع على ما تقدم، والمعنى: ادع الخلق إلى توحيده وطاعته، ووضح لهم الأمر بما تقدم، فإن لم يهتدوا فارجع إلى ربك وسبحه ولا تلتفت لغيره، والمراد نزهه عما لا يليق به، سواء كان بخصوص سبحان الله، أو بغيره من بقية الأذكار. قوله:(زائد) أي لفظ اسم زائد، والمعنى: سبح ربك وسبح يتعدى بنفسه وبالياء، وما مشى عليه المفسر، من زيادة لفظ أسم أحد قولين، والآخر أنه ليس زائداً، بل كما يجب تعظيم الذات وتنزيهها عن النقائض، كذلك يجب تعظيم الاسم وتنزيهه عن النقائض، ولذا قال الفقهاء: من وجد اسم الله تعالى مكتوباً في ورقة موضوعاً في قذر وتركه فقد كفر، وذلك لأن التهاون بأسماء الله كالتهاون بذاته، لأن الاسم دال على المسمى، وهذا هو الأتم.- فائدة - أثبتوا في الخط ألف اسن هنا، وحذفوها من البسملة لكثرة دوران البسملة، في الكلام دون ما هنا.


الصفحة التالية
Icon