قوله: ﴿ أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ ﴾ الخ؛ الاستفهام توبيخي، والمعنى لا يليق منكم ذلك. قوله: ﴿ مُّدْهِنُونَ ﴾ الإدهان في الأصل، جعل الشيء مدهوناً بالدهن ليلين ويحسن، أطلق وأريد اللين الظاهري الذي هو النفاق، ولذا سميت المداراة والملاينة فيما يغضب الله مداهنة، فالدهن هو الذي ظاهره يخالف باطنه، والمراد هنا الكفر مطلقاً كما أفاده المفسر. قوله: (بسقيا الله) مصدر مضاف لفاعله. قوله: (حيث قلتم مطرنا) الخ، أي وقائل ذلك كافر إن اعتقد تأثير الكواكب في المطر، وعاص إن لم يعتقده. قوله: ﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ﴾ الخ، الظرف متعلق بترجعونها مقدم عليه، وقوله: ﴿ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ ﴾ الخ، جملة حالية من فاعل ﴿ بَلَغَتِ ﴾ وكذا قوله: ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ﴾.
قوله: (من البصيرة) أي أو من البصر، والمعنى وأنتم لا تبصرون أعوان ملك الموت، ورد أن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق، ويجمعون الروح شيئاً فشيئاً، حتى ينتهوا بها إلى الحلقوم، فيتوفاها ملك الموت. قوله: (مجزيين) أي فمدينين من الدين بمعنى الجزاء؛ وقوله: (غير مبعوثين) تفسير للمراد هنا. قوله: (فلولا الثانية) أي التي في قوله: ﴿ فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾.
قوله: (تأكيد) أي لفظي، وقوله: (للأولى) أي التي في قوله: ﴿ لَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ ﴾.
قوله: (المتعلق به الشرطان) أي وهما ﴿ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾.
﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾، ومعنى تعلقهما به، أنه جزاء لكل منهما. قوله: (والمعنى هلا) الخ، أي فهي للطلب، والمعنى ارجعوها. قوله: (أن نفيّتم البعث) هذا هو الشرط الأول؛ وقوله: (صادقين في نفيه) هو الشرط الثاني. قوله: (لينتفي) الخ، علة للجزاء، وقوله: (عن محلها) أي الذي هو الجسد، والمعنى: إن صدقتم في نفي البعث، فردوا روح المحتضر إلى جسده، لينتفي عنه الموت، فينتفي البعث الذي تنكرونه لترتبه على الموت.


الصفحة التالية
Icon