قوله: ﴿ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴾ الخ، شروع في بيان حال المتوفى بعد الممات، إثر بيان حاله عنده. قوله: ﴿ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴾ أي وهم المعبر عنهم فيما سبق بالسابقين. قوله: ﴿ فَرَوْحٌ ﴾ بفتح الراء في قراءة العامة، وقرئ شذوذاً بضمها، ومعناها الرحمة، قوله: (أي فله) أشار بذلك إلى أن روح مبتدأ خبره محذوف. قوله: ﴿ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ ترسم هنا بالتاء المجرورة، والوقف عليها إما بالهاء أو التاء، وفي ذكر الجنة عقب الروح والريحان، إشعار بأن محل ذلك يكون للمقربين في البرزخ قبل الجنة، كما هو مشهور في السنة. قوله: (وهل الجواب لأما) أي وجواب ﴿ إِن ﴾ محذوف لدلالة المذكور عليه، وهذا هو الراجح، لأنه عهد حذف جواب ﴿ إِن ﴾ كثيراً. قوله: ﴿ فَسَلاَمٌ لَّكَ ﴾ أي يا صاحب اليمين من أصحاب اليمين، ففيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، تعظيماً لصاحب اليمين. قوله: (أي له السلامة) أشار بهذا إلى أن السلام بمعنى السلامة، وهو خلاف ما قلنا، فهما تفسيران. قوله: (من جهة أنه منهم) أشار به إلى أن ﴿ مِنْ ﴾ تعليلية، أي من أجل أنه منهم. قوله: ﴿ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ﴾ لم يقل وأما إن كان من أصحاب الشمال الخ، تبكيتاً عليهم وإشعاراً بالأفعال التي أوجبت لهم هذا العذاب. قوله: ﴿ فَنُزُلٌ ﴾ مبتدأ خبره محذوف، أي له نزل من حميم، والمعنى أنه يشربه بعد أكل الزقوم، وسمي نزلاً تهكماً بهم. قوله: ﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ أي احتراق بها. قوله: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا ﴾ أي ما ذكر من قصة المحتضرين، أو ما ققصناه عليك في هذه السورة. قوله: (تقدم) الذي تقدم في كلامه أن سبح نزه، وأن لفظ اسم زائد، وتقدم لنا القول بعدم زيادته ووجهه وأنه الأولى، والعظيم يصح أن يكون صفة للاسم، وأن يكون صفة لربك، لأن كلاً منهما مجرور، وفي ذكر لفظ التسبيح في آخر هذه السورة، شدة مناسبة من التسابيح، كأن الله تعالى يقول: سبّح باسم ربك، لأنه سبح له ما في السماوات والأرض، والله أعلم بأسرار كتابه.


الصفحة التالية
Icon