قوله: (اذكر) ﴿ يَوْمَ تَرَى ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ يَوْمَ ﴾ ظرف لمحذوف وهو أحد أوجه، أو ظرف لأجر كريم، والمعنى لهم أجر كريم في ذلك اليوم، أو ظرف ليسعى، والمعنى يسعى نور المؤمنين والمؤمنات يوم تراهم. قوله: ﴿ يَسْعَىٰ نُورُهُم ﴾ الخ؛ الجملة حالية لأن الرؤية بصرية، وهذا إذا لم يجعل عاملاً في يوم. قوله: ﴿ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ﴾ أي على الصراط. قوله: ﴿ وَ ﴾ (يكون) ﴿ بِأَيْمَانِهِم ﴾ قدر (يكون) دفعاً لما قد يتوهم من تسليط يسعى عليه أنه يكون النور في جهاته بعيداً عنه، والمراد بالأيمان جميع الجهات، فعبر بالبعض عن الكل، قال عبد الله بن مسعود: يؤتون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم، وأدناهم نوراً من نوره على إبهامه، فيطفأ مرة ويتقد أخرى، وقال قتادة: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من المؤمنين من يضيء نوره إلى عدن وصنعاء ودون ذلك، حتى إن المؤمنين من لا يضيء نوره إلى موضع قدمه ". قوله: (ويقال لهم) أي تقول الملائكة الذين يتلقونهم ﴿ بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ ﴾ أي بشارتكم العظيمة في جميع ما يستقبلكم إلى غير نهاية. قوله: (أي ادخلوها) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ جَنَّاتٌ ﴾ خبر ﴿ بُشْرَاكُمُ ﴾ على حذف مضاف. قوله: ﴿ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴾ أي الجنة وما فيها من النعيم المقيم. قوله: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ ﴾ بدل من ﴿ يَوْمَ تَرَى ﴾.
قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً، ثم يحتمل أن القراءة الأولى بمعنى هذه، لأنه يقال: نظره بمعنى انتظره، وذلك لأنه يسرع بالمؤمنين الخالصين إلى الجنة على نجب، فيقول المنافقون: انتظرونا لأنا مشاة لا نستطيع لحقوكم، ويحتمل أن يكون من النظر وهو الإبصار كما قال المفسر، وذلك لأنهم إذا نظروا إليهم، استقبلوهم بوجوههم فيضيء لهم المكان. قوله: (أمهلونا) أي تمهلوا لنا لندرككم. قوله: ﴿ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ ﴾ أي إلى الموقف أو الدنيا، أو المعنى: ارجعوا خائبين لا سبيل لكم إلى نورنا، وهذا استهزاء بهم، وذلك لأنهم لا يستطيعون الرجوع إلى الموقف ولا إلى الدنيا. قوله: ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ ﴾ الفعل مبني للمفعول، وبسور نائب فاعل والباء زائدة. قوله: (قيل هو سور الأعراف) وقيل: حائط يضرب بين الجنة والنار موصوف بما ذكر، وقيل: هو كناية عن حجبهم عن النور الذي يعطاه المومنون. قوله: ﴿ لَّهُ بَابٌ ﴾ الجملة صفة لسور، وقوله: ﴿ بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ ﴾ صفة ثانية له أيضاً، ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لباب، وهو أولى لقربه.