قوله: ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ ﴾ استئناف مسوق لبيان أن علمه وسع كل شيء ويكون تامة، و ﴿ مِن نَّجْوَىٰ ﴾ فاعلها بزيادة ﴿ مِن ﴾ و ﴿ نَّجْوَىٰ ﴾ مصدر معناه التحدث سراً، وإضافتها إلى ثلاثة، من إضافة المصدر إلى فاعله. قوله: ﴿ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ﴾ الاستثناء في هذا وما بعده، مفرغ واقع في موضع نصب على الحال، والمعنى: ما يوجد شيء من هذه الأشياء، إلا في حال من هذه الأحوال، وخص الثلاثة والخمسة بالذكر، إما لأن الله وتر يحب الوتر، فالعدد المفرد أشرف من الزوج، أو لأن قوماً من المنافقين كانوا يتحلقون للتناجي، وكانوا بهذا العدد زيادة في الاختفاء، فنزلت الآية بصفة حالهم. قوله: (بعلمه) أي وسمعه وبصره، ومتعلق بهم قدرته وإرادته، ولأهل الله المقربين في سر المعية، مشاهدات وتجليات ومقامات، يذوقها من شرب من مشاربهم. قوله: ﴿ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ ﴾ أي من العدد المذكور، فالأدنى من الخمسة الأربعة، والأدنى من الثلاثة الاثنان، والواحد في خاصة نفسه. قوله: ﴿ وَلاَ أَكْثَرَ ﴾ بالجر في قراءة العامة، عطف على لفظ ﴿ نَّجْوَىٰ ﴾ وقرئ شذوذاً بالرفع معطوف على محل ﴿ نَّجْوَىٰ ﴾.
قوله: ﴿ أَيْنَ مَا كَانُواْ ﴾ أي من الأماكن، فإن علمه تعالى بالأشياء، لا يتفاوت بقرب الأمكنة ولا بعدها.


الصفحة التالية
Icon