قوله: (ويؤتكم نعمة) ﴿ أُخْرَىٰ ﴾ أشار المفسر بتقدير هذا العامل إلى أن ﴿ أُخْرَىٰ ﴾ صفة لمحذوف مفعول لفعل مقدر، وهذا المقدر معطوف على المذكور قبله، والمراد يؤتكم في الدنيا، فهو إخبار عن نعمة الدنيا، بعد الاخبار علكى نعمة الآخرة. قوله: ﴿ نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ ﴾ خبر مبتدأ مضمر، أي تلك النعمة الأخرى ﴿ نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ ﴾، وقوله: ﴿ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ﴾ أي معجل، وهو فتح مكة، أو فارس والروم ﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ معطوف على محذوف أي قل﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ ﴾[الصف: ١٠] الخ.
﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ والمعنى: أخبر عامة المؤمنين، بأن هذا الفضل العظيم عام، لكل من اتصف بما تقدم من الايمان وما بعده. قوله: (وفي قراءة بالاضافة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (كما كان الحواريون كذلك) أي أنصار الله، والمعنى: كونوا أنصار الله معي، كما كان الحواريون أنصار الله لما سألهم عيسى بقوله: ﴿ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ ﴾؟ قوله: ﴿ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ﴾ من إضافة الوصف إلى مفعوله، أي نحن الذين ننصر الله، أي ننصر دينه كما تقدم. قوله: (وقيل كانوا قصارين) فعلى هذا الحوار قائم بالثياب، وعلى الأول قائم بذواتهم. قوله: ﴿ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ ﴾ مرتبط بمحذوف تقديره: فلما رفع عيسى إلى السماء، افترق الناس فيه فرقتين ﴿ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ ﴾ الخ، وروي عن ابن عباس: لما رفع عيسى تفرق قومه ثلاث فرق، فرقة قالت: كان الله فارتفع، وفرقة قالت: كان ابن الله فرفعه إليه، وفرقة قالت: كان عبد الله ورسوله فرفعه، وهم المؤمنون، واتبع كل فرقة طائفة من الناس فاقتتلوا، وظهرت الفرقتان الكافرتان، حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرتين، فلذلك قوله تعالى: ﴿ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ الآية. قوله: (فاقتتلت الطائفتان) أي وظهرت الكافرة، حتى بعث الله محمداً، ظهرت المؤمنة على الكافرة. روى المغيرة عن ابراهيم قال: وأصبحت حجة من آمن بعيسى عليه السلام ظاهرة، بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى عليه السلام كلمة الله وعبده ورسوله.