قوله: ﴿ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ خطاب لكفار مكة، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي إذا كان الأمر كذلك فآمنوا الخ. قوله: (القرآن) أي لأنه ظاهر في نفسه مظهر لغيره. قوله: ﴿ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ﴾ سمي بذلك لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين، من الإنس والجن وجميع أهل السماء والأرض. قوله: (يغبن المؤمنون) الخ، أشار بذلك إلى أن التفاعل ليس على بابه، فإن الكفار إذا أخذوا منازل المؤمنين في النار، لو ماتوا كفاراً، ليس بغبن للمؤمنين، بل هو سرور لهم، وما قاله المفسر مأخوذ من حديث:" ما من عبد يدخل الجنة إلا رأى مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً، وما من عبد يدخل النار إلى رأى مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة ". قوله: (لو آمنوا) بيان للإضافة في قوله: (منازلهم وأهليهم). قوله: ﴿ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ ﴾ الخ، بيان لوجه التغابن وتفصيل له، لأن في ذلك ذكر منازل السعداء والأشقياء. قوله: (بالنون في الفعلين) أي نكفر وندخل، وعلى هذه القراءة فيه التفات من الغيبة للتكلم. قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي المذكور من تكفير السيئات وإدخاله الجنات. قوله: ﴿ مَآ أَصَابَ ﴾ مفعول محذوف أي أحداً، و ﴿ مِن مُّصِيبَةٍ ﴾ فاعل بزيادة ﴿ مِن ﴾.
قوله: ﴿ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ ﴾ أي إيماناً خاصاً، وهو التصديق بأن كل شيء بقضاء وقدر. قوله: (في قوله) أي في قول القائل: إن المصيبة بقضاء الله، والمعنى يكن قلبه مطمئناً مصدقاً بهذا القول، لا مجرد قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون باللسان، فلا يعطى به فضيلة الصبر على المصيبة. قوله: ﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ أي للثبات والاسترجاع عند نزولها. قوله: ﴿ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ ﴾ أي في جميع الأوقات، ولا تشغلكم المصائب عن الطاعة. قوله: ﴿ فَإِن تَولَّيْتُمْ ﴾ شرط حذف جوابه تقديره فلا ضرر ولا بأس على رسولنا، وقوله: ﴿ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ﴾ الخ، تعليل لذلك المحذوف. قوله: ﴿ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ مبتدأ وخبر، وقوله: ﴿ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾ تحريض وحث للنبي على التوكل على الله والالتجاء اليه، وفيه تعليم للأمة ذلك.


الصفحة التالية
Icon