قوله: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ ﴾ يحتمل أن يكون ذلك على جملة مقول النبي للكفار أي قل لهم ما ذكر وقل لهم (قد كان لكم آية) فعلى ذلك الخطاب لليهود، ويحتمل أن يكون ذلك خطاباً لكفار مكة أو للمؤمنين ويكون مستأنفاً. قوله: (للفصل) أي بالجار والمجرور الواقع خبراً لكان على حد أتى القاضي بنت الواقف، وأجيب أيضاً بان الفاعل مجازي التأنيث أو مذكر معنى، لأن الآية معناها البرهان. قوله: (فرقتين) إنما سميت الفرقة فئة لأنه يفاء بمعنى يرجع إليها في الشدائد. قوله: ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ برفع فئة بإتفاق السبعة مبتدأ خبره تقاتل الخ والمعنى فئة مؤمنة، وقوله: ﴿ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ ﴾ يعني تقاتل في سبيل الطاغوت ففيه شبه احتباك حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر. قوله: (كانوا ثلثمائة) أي من المهاجرين سبعة وسبعون صاحب رايتهم علي بن أبي طالب، ومن الأنصار مائتان وستة وثلاثون صابح رايتهم سعد بن عبادة، والذي مات منهم في تلك الغزوة أربعة عشرة ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. قوله: (معهم فرسان) ورد أنه كان معهم سبعون بعيراً. قوله: (رجاله) جمع راجل بمعنى ماش. قوله: ﴿ يَرَوْنَهُمْ ﴾ هكذا بالياء للسبعة ما عدا نافعاً فقراً بالتاء، ورأى بصرية والواو فاعل عائد على المؤمنين، والهاء مفعول عائد على الكفار ومثيلهم حال، والهاء إما عائدة على المؤمنين، والمعنى يشاهد المؤمنون الكفار قدر أنفسهم مرتين، أو الكفار والمعنى يرى المؤمنون الكفار قدر الكفار مرتين محنة للمؤمنين، ويحتمل أن الواو عائدة على الكفار والهاء عائدة على المؤمنين، والهاء في مثيلهم إما عائدة على الكفار والمعنى يرى الكفار المؤمنين قدرهم مرتين فترتب على ذلك هزيمتهم، أو عائدة على المؤمنين والمعنى يرى الكفار المؤمنين قدر المؤمنين مرتين ففي هذه القراءة احتمالات أربع قد علمتها ومثلها على قراءة التاء لأنه يحتمل أن الخطاب للمؤمنين، فالواو عائدة على المؤمنين والهاء عائدة على الكفار، والضمير في مثليهم إما عائد على الكفار وهو ظاهر، أو على المؤمنين ويكون فيه التفات من الخطاب للغيبة وكان مقتضى الظاهر أن يقول مثليكم، ويحتمل أن الخطاب للكفار فالواو عائدة على الكفار والهاء عائدة على المؤمنين، والضمير في مثليهم إما عائد على المؤمنين وهو ظاهر أو على الكفار وفيه التفات أيضاً. بقي شيء آخر وهو أن مقتضى الآية أن المرئي كثير، سواء كان الرائي الكفار أو المسلمين، ومقتضى ما يأتي في سورة الأنفال أن المرئي قليل فحصل بين الآيتين تناف، وأجيب عن ذلك بحمل ما يأتي على حالة البعد، وما هنا على حالة التقاء الصفين، وحكمة ذلك أنهم إذا شاهدوا القلة على بعد حملهم ذلك على الاقتحام. قوله: (أي الكفار) يقرأ بالرفع تفسيراً للواو وبالنصب تفسيراً للهاء. قوله: (وقد نصرهم الله مع قلتهم) أي مع كونهم عدداً قليلاً جداً ولا عدد معهم. قوله: ﴿ لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ ﴾ صفة لعبرة. قوله: (أفلا تعتبرون) الخطاب لليهود أو لكفار مكة، قوله: (بذلك) أي بالنصر ورؤية الجيش مثليهم.


الصفحة التالية
Icon