قوله: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ﴾ الخ، هذا من جملة أدلة توحيده وباهر قدرته وامتنانه على عباده. قوله: ﴿ ذَلُولاً ﴾ أي مذللة منقادة لما تريدون، منها من مشى عليها، وزرع حبوب، وغرس أشجار، وغير ذلك. قوله: (سهلة للمشي فيها) أي بأن ثبتها بالجبال وجعلها من طين، إذ لو جعلها من حديد أو ذهب أو رصاص، لكانت تسخن جداً في الصيف، وتبرد جداً في الشتاء، فلا يستطاع المشي عليها. قوله: ﴿ فَٱمْشُواْ ﴾ أمر اباحة، قوله: (جوانبها) هذا أحد تفاسير للمناكب، وقيل المناكب الجبال، وقيل الأطراف، وقيل الفجاج.- فائدة - حكى قتادة عن أبي الجلد، أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، للسودان اثنار عشر ألفاً، وللروم ثمانية آلاف، وللفرس ثلاثة آلاف، وللعرب ألف اهـ. والظاهر أن المراد بها الأرض المعمورة ببني آدم، غير يأجوج ومأجوج، مما تقدم لنا أن كورة الأرض خمسمائة عام. قوله: (المخلوق لأجلكم) أي لانتفاعكم به، فحكمة خلق الأرزاق انتفاعهم بها. قوله: ﴿ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ ﴾ أي الإخراج من القبور. قوله: (للجزاء) أي على أعمالكم. قوله: (وإدخال ألف بينها) أي بين الهمزة الثانية بقسميها، وهما التحقيق والتسهيل، ففي كلامه التنبيه على خمس قراءات سبعيات، اثنتان في التحقيق، ومثلها في التسهيل، والخامسة الإبدال. قوله: ﴿ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ (سلطانه) أشار بذلك لجواب ورد على ظاهر الآية. وحاصلة: أن الآية توهم أن الله تعالى في مكان وهو السماء. فأجاب رضى الله عنه: بأن الكلام على حذف مضاف للضمير المستكن في الظرف. والأصل من ثبت واستقر في السماء هو أي سلطانه وقدرته أي محل سلطانه وهو العالم العلوي، وخصه بالذكر وإن كان سلطانه في العالم السفلي أيضاً، لأنه أعجب وأغرب، فالتخويف به أشد. قوله: ﴿ أَن يَخْسِفَ ﴾ الخ، أي بعد أن جعلها ذلولاً، تمشرون فيها وتأكلون من رزقه. قوله: (بدل من من) أي بدل اشتمال. قوله: (تتحرك بكم) أي فيقال مار تحرك وجاء وذهب. قوله: ﴿ أَمْ أَمِنتُمْ ﴾ اضراب وانتقال من تهديد إلى آخر. قوله: ﴿ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ أي سلطانه وقدرته. قوله: (بدل من من) أي بدل اشتمال أيضاً. قوله: (ريحاً ترميكم) الخ، هذا أحد تفاسير للحاصب، وقيل هو الحجارة من السماء، وقيل سحاب فيها حجارة. قوله: (عند معاينة العذاب) أي في الآخرة أو عند خروج أرواحهم. قوهل: (أي إنه حق) أي الإنذار واقع ونافذ مقتضاه. قوله: ﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم، أي لا تحزن على تكذيبهم لك، فقد سبقهم غيرهم بالتكذيب لأنبيائهم. قوله: (عند إهلاكهم) أي موتهم أو تعذيبهم في الآخرة.