قوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه. والمعنى: أغفلوا ولم يروا. قوله: ﴿ إِلَى ٱلطَّيْرِ ﴾ يجمع على طيور وأطيار، ومفرد الطير طائر، فطيور وأطيار جمع الجمع. قوله: ﴿ صَـٰفَّـٰتٍ ﴾ حال ومفعوله محذوف قدره بقوله: (أجنحتهن) وكذا قوله: ﴿ وَيَقْبِضْنَ ﴾.
قوله: (أي وقابضات) أشار بذلك إلى أن الفعل مؤول باسم الفاعل معطوف على ﴿ صَـٰفَّـٰتٍ ﴾ والحكمة في تعبيره ثانياً بالفعل، ولم يقل وقابضات أن الأصل في الطيران صف الأجنحة، والقبض طائر عليه، فعبر عن الأصل باسم الفاعل، وعن الطارئ بالفعل الذي شأنه الحدوث. قوله: ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ عبر بالرحمن إشارة إلى أنه من جلائل النعم، وهذه الجملة مستأنفة. قوله: ﴿ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ أي فيعلم الأشياء الدقيقة الغريبة، فيدبرها على مقتضى ما يريد. قوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي ﴾ الخ، سبب نزول هذه الآية وما بعدها، أن الكفار كانوا يمتنعون من الإيمان ويعاندون رسول الله، معتمدين على شيئين: قوتهم بالأموال والعدد، واعتقادهم أن أصنامهم توصل إليهم الخيرات وتدفع عنهم المضرات، فأبطل الله الأول بقوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ ﴾ الخ، وأبطل الثاني بقوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ الخ، وأم هنا منقطعة تفسر ببل وحدها لدخولها على من الاستفهامية، ولا يصح تفسيرها ببل والهمزة، لئلا يدخل الاستفهام على مثله. قوله: (أعوان) أشار بذلك إلى أن جنداً لفظه مفرد ومعناه جمع. قوله: (يدفع عنهم عذابه) تفسير لقوله: ﴿ يَنصُرُكُمْ ﴾.
قوله: ﴿ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ ﴾ اعتراض مقرر لما قبله، والالتفات عن الخطاب للغيبة، وإيذان بالإعراض عنهم، والإظهار في موضع الإضمار لذمهم بالكفر. قوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ تكتب أم موصولة بمن، فتكون ميماً واحدة متصلة بالنون، وكذا يقال فيما تقدم. قوله: ﴿ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ أي أسباب رزقه التي ينشأ عنها. قوله: (أي المطر) أي والنبات وغير ذلك كباقي الأسباب. قوله: ﴿ بَل لَّجُّواْ ﴾ الخ، اضراب انتقالي مبني على مقدر يستدعيه المقام، كأنه قيل: إنهم لم يتأثروا بتلك المواعظ ولم يذعنوا. قوله: ﴿ بَل لَّجُّواْ ﴾ الخ.


الصفحة التالية
Icon