قوله: ﴿ ذِي ٱلْمَعَارِجِ ﴾ أي صاحبها وخالقها، فليس لغيره مدخل فيها. قوله: (مصاعد الملائكة) أشار بذلك إلى أن العروج بمعنى الصعود، والمعارج جمع معرج بفتح الميم، وهو الصعود وما مشى عليه المفسر أحد أقوال، وقيل: المراد معارج المؤمنين في دار الثواب وهي الجنة، وقيل: معارج الأعمال الصالحة، فإنها تتفاوت بحسب الإخلاص والآداب ونحو ذلك. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (جبريل) أشار بذلك إلى أن عطف ﴿ ٱلرُّوحُ ﴾ على ما قبله، عطف خاص على عام. قوله: (إلى مهبط أمره) بكسر الباء بوزن مسجد، وهو جواب عن سؤال مقدر تقديره: إن ظاهر الآية يقتضي أن الله تعالى في مكان، والملائكة يصعدون إليه، فأجاب: بأن الكلام على حذف مضاف، أي إلى محل هبوط أمره وهو السماء. قوله: (متعلق بمحذوف) أي دل عليه ﴿ وَاقِعٍ ﴾.
قوله: (لما يلقى فيه من الشدائد) أشار بذلك إلى أن الكلام من باب التمثيل والتخييل، فليس المراد حقيقة العدد، بل المراد أنه يطول على الكافر، لما يلقى فيه من الشدائد، فتارة يمثل بالألف وبالخمسين ألفاً، كناية عن عظم الشدائد، أو يقال: يمثل بالخمسين ألفاً في حق قوم من الكفار، والألف في حق قوم آخر منهم، وحينئذ فلا منافاة بين ما هنا وآية السجدة، وقيل: خمسون ألفاً حقيقة لما ورد:" أن مواطن الحساب خمسون موطناً، يحبس الكافر في كل موطن ألفاً ". قوله: (كما جاء في الحديث) أي وهوما رواه أبو سعيد الخدري،" أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كان مقداره خمسين ألف سنة: فما أطول هذا اليوم؟ فقال: والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ". قوله: ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ مفرع على قوله:﴿ سَأَلَ سَآئِلٌ ﴾[المعارج: ١] لأنه على سبيل الاستهزاء، والمعنى: اصبر على استهزاء قومك ولا تضجر منه، فهو تسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: (هذا قبل أن يؤمر) الخ، أي فهو منسوخ آية القتال.