قوله: ﴿ إِنَّ ٱلإِنسَانَ ﴾ أل فيه للجنس، أي حقيقة الإنسان وجنسه والأصل فيه، وسمي بذلك إما لأنسه بنفسه وجنسه، أو لنسيانه حقوق ربه، قوله: (حال مقدرة) أي لأنه ليس متصفاً بذلك وقت خلقه، ولا وقت ولادته. قوله: (وتفسيره) أي الهلوع، وهو مستند اللغويين في قولهم: الهلع فحش الجزع، مع شدة الحرص وقلة الصبر، والشح بالمال والسرعة فيما لا ينبغي. قوله: (وقت مس الشر) أشار بذلك إلى أن ﴿ إِذَا ﴾ معمولة لجزوعاً، وكذا ما بعده، ونصب ﴿ جَزُوعاً ﴾ إما حالان من ضمير ﴿ هَلُوعاً ﴾ أو خبر إن لكان المحذوفة، أي إذا مسه الشر كان جزوعاً، وإذا مسه الخير كان منوعاً، أو نعتان لهلوعاً. قوله: (أي المال) أي جمع من جميع ما أنعم الله به عليه، بأن لا يصرفه في طاعة ربه. قوله: ﴿ إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ ﴾ استثناء من الإنسان، وتقدم أن المراد به الجنس، فالاستثناء متصل. قوله: (أي المؤمنين) فسر ﴿ ٱلْمُصَلِّينَ ﴾ بالمؤمنين، لأن الصلاة الشرعية تستلزم الإيمان، وليكون لقوله: ﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ ﴾ معنى، وإلا كان ضائعاً، واعلم أنه ذكر الصلاة ثلاثاً، فأراد بها أولاً الإيمان، وثانياً المداومة عليها ولو قضاء، وثالثاً المحافظة عليها في خصوص أوقاتها. قوله: (مواظبون) أي لا يتركونها أداء ولا قضاء، بل يفعلونها ولو خارج الوقت، فهذا راجع للصلاة في نفسها، وما يأتي راجع لوصفها. قوله: (فيحرم) أي لكونه يظن غنياً على حد: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ ﴾ أي يؤمنون به ويجزمون بحصوله، فيستعدون له بالأعمال الصالحة، قوله: ﴿ غَيْرُ مَأْمُونٍ ﴾ أي لا ينبغي لأحد أن يأمنه، وإن بلغ في الطاعة ما بلغ، فالمطلوب من الشخص، أن يغلب في حال صحة الخوف، وفي حال مرضه الرجاء. قوله: ﴿ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ أي غير المحرمات. قوله: (من الإماء) بيان لما، ولشبههن بغير العاقل، عبر عنهن بما التي لغير العاقل. قوله: ﴿ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ ﴾ أي طلب الاستمتاع بغير النكاح وملك اليمين. قوله: (المتجاوزين الحلال إلى الحرام) دخل في هذا حرمة وطء الذكور والبهائم والزنا. قوله: (وفي قراءة بالإفراد) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (المأخوذ عليهم في ذلك) أي فيما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا، فالعهد إما من الله أو من المخلوق، فالواجب حفظه وعدم تضييعه. قوله: (وفي قراءة بالجمع) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (ولا يكتمونها) أي بل يؤدونها، ولو كانت تنفع العدو وتضر الحبيب، فلا يخافون في الله لومة لائم.


الصفحة التالية
Icon