قوله: ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً ﴾ أي على رأس الأربعين، كما قال ابن عباس، وقيل: أرسل وهو ابن ثلاثمائة وخمسين، وقيل: أرسل وهو ابن خمسين سنة، وعاش في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، فهو أطول الناس عمراً، ولا يرد شعيب، لأن ما جاء في عمره رواية آحاد، ونوح أول رسول أرسل بالنهي عن الشرك، لأن الشرك إنما حدث في زمنه، وأما قبله فلم يعرفوا عبادة غير الله حتى يؤمروا بتركها. قوله: ﴿ إِلَىٰ قَوْمِهِ ﴾ المراد بهم جميع أهل الأرض. قوله: (أي بإنذار) أشار بذلك إلى أن ﴿ أَنْ ﴾ مصدرية، ويصح جعلها تفسيرية، لأن الإرسال فيه معنى القول دون حروفه. قوله: (في الدنيا والآخرة) أي وهو الطوفان وعذاب النار. قوله: (بين الانذار) أي واضحة. قوله: (أي بأن أقول لكم) الخ، أشار بذلك إلى أن ﴿ أَنْ ﴾ تفسيرية، ويصح كونها مصدرية كالسابقة، فيصح في كل منهما الوجهان.


الصفحة التالية
Icon