قوله: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ ﴾ من النقر، وهو القرع الذي هو سبب الصوت، فاطلق السبب وأريد المسبب وهو التصويت، والمعنى: إذا صوت اسرافيل في الصور. قوله: (وهو القرن) أي وهو مستطيل، سعة فمه كما بين السماء والأرض، وفيه ثقب بعدد الأرواح كلها، وتجمع في تلك الثقبة، فيخرج بالنفخة الثانية من كل ثقب، روح إلى الجسد الذي نزعت منه، فيعود الجسد حياً بإذن الله تعالى. قوله: (أي وقت النقر) أي الذي هو معنى إذا. قوله: (بدل مما قبله) أي وهو اسم الإشارة، وقوله: (المبتدأ) بيان لما، وقوله: (وبني) أي لفظ يوم، قوله: (إلى غير متمكن) أي وهو إذ، وتنوينها عوض عن الجملة، أي يوم إذ نقر في الناقور، وقوله: (وخبر المبتدأ) ﴿ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾ أي لفظ ﴿ يَوْمٌ ﴾ وقوله: ﴿ عَسِيرٌ ﴾ صفة أولى له، و ﴿ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ صفة ثانية. قوله: (ما دلت عليه الجملة) أي جملة الجزاء وهي قوله: ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾ فقد دلت على جملة فعلية، فعلها عامل في إذا، فالناصب لها مدلول جوابها، لا جوابها نفسه. قوله: ﴿ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ﴾ متعلق بعسير، وقوله: (فيه دلالة) أي في التقييد بهذا الجار والمجرور، دلالة على أنه يسير على المؤمنين، وأشار به إلى جواب ما فائدة قوله غير يسير وعسير مغن عنه، ففيه زيادة وعيد وغيظ للكافرين، وبشرى وتسلية للمؤمنين.