قوله: ﴿ فَلاَ صَدَّقَ ﴾ معطوف على قوله:﴿ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾[القيامة: ٣] وصدق من التصديق كما يشير له المفسر، أي فلا صدق بالقرآن والنبي، وقوله: ﴿ وَلاَ صَلَّىٰ ﴾ أي الصلاة الشرعية، فهو ذم بترك العقائد والفروع، ولما كان عدم التصديق يصدق بالشك والسكوت والتكذيب، استدرك على عمومه وبين أن المراد منه خصوص التكذيب فقال: ﴿ وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴾.
قوله: ﴿ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ حكاية عما كان يتعلق به هذا الكافر في دنياه، وجملة ﴿ يَتَمَطَّىٰ ﴾ حالية من فاعل ﴿ ذَهَبَ ﴾ في معناه قولان: أحدهما أنه من المطا الذي هو الظهر، والمعنى يمد مطاه أي ظهره ويلويه تبختراً في مشيه، والثاني: أن أصله يتمطط من تمطط أي تمدد، ومعناه أنه يتمدد في مشيته تبختراً، والمعنيان متقاربان. قوله: (والكلمة اسم فعل) أي مبنية على السكون لا حل لها من الإعراب، والفاعل ضمير يعود على ما يفهم من السياق، وهذه الكلمة تستعمل في الدعاء بالمكروه، قوله: (للتبيين) أي تبيين المفعول، فهي زائدة داخلة على المفعول على حد سقيا لك، وقوله: (أي وليك) بيان لمعنى الفعل الذي سمي. قوله: (فهو أولى بك) أي فالكلمة الثانية أفعل تفضيل، فدلت الأولى على الدعاء عليه بقرب المكروه منه، والثانية على الدعاء عليه بأن يكون أولى به من غيره، وهذا ما سلكه المفسر وهو حسن. قوله: (أي لا يحسب ذلك) أي لا ينبغي ولا يليق منه هذا الحسبان.