قوله: (يا الله) أشار بذلك إلى أن الميم معوضة عن ياء النداء، فهو مبني على الضم في محل نصب. والميم عوض عن ياء النداء، وذلك من جملة ما خص به لفظ الجلالة ومن جملتها اجتماع يا وأل. قوله: ﴿ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ ﴾ يصح أن يكون بدلاً أو عطف بيان أو نعتاً لمحل اللهم أو منادى حذفت منه يا النداء، والملك هو من العرش للفرش، وفي بعض الكتب أنا الله ملك الملوك ومالك الملك، قلوب الملوك ونواصيهم بيدي فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة، وإن هم عصوني جعلتهم عليهم عقوبة، فلا تشتغلوا بسبب الملوك، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم. وقله: ﴿ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ ﴾ إما صفة لمالك الملك أو استئناف بياني، دليل لكونه مالك الملك، وقوله: (من تشاء) أي كمحمد وأصحابه. قوله: (بإيتائه) أي الملك. قوله: (بنزعه منه) أي بنزع الملك من فارس والروم وغيرهما. قوله: (بقدرتك) هذا تأويل الخلف، وأما السلف فيؤمنون بذلك ويفوضون علم ذلك لله قوله: (أي والشر) أشار بذلك إلى أن فيه اكتفاء، وإنما اقتصر على الخير لأن الآية مسوقة في الخير بدليل سبب نزولها وإن كان لفظها عاماً، أو يقال إنما اقتصر على الخير لأنه صنعه، وأما الشر فبالنظر للمنعكس عليه قال بعض العارفين: إذا ما رأيت الله في الكل فاعلاً رأيت جميع الكائنات ملاحاًوإن لم تر إلا مظاهر صنعه حجبت فصيرت الحسان قباحاًففعل الله كله خير لأن أفعاله دائرة بين الفضل والعدل، ولا ينسب له الشر أصلاً، وإنما ينسب الشر للمخالف، وليس لمولانا حاكم يخالفه فيما أمره به بل هو الفعال لما يريد، قوله: ﴿ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ دليل تقدم قوله: (فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر) أي بقدر ما نقص ساعة بساعة ودرجة بدرجة. قوله: (كالإنسان الطائر الخ) ويصح أن يراد بالحي المسلم وبالميت الكافر قوله:(من النطفة والبيضة) لف ونشر مرتب. قوله: ﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ أي ومن غير توقف على عمل، وإلا فلو توقف زرقة على عمل منا لما أعطانا شيئاً أبداً، بل لم يبق لنا نعمه التي هي موجودة فينا، كالسمع والبصر والكلام واليدين والرجلين وغير ذلك، فسبحان الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه.