قوله: ﴿ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ ﴾ هذا بيان لأعمالهم التي استوجبوا بها هذا النعيم الدائم، والمراد بالنذر العهد أي يوفون بالعهد الذي أوجبه الله عليهم، أو الذي التزموه مع الله ومع عباده، من صلاة وزكاة، وأمر بمعروف، ونهي عن المنكر، وغير ذلك. قوله: ﴿ وَيَخَافُونَ يَوْماً ﴾ أشار بذلك إلى أن حسن بواطنهم كظواهرهم. قوله: ﴿ كَانَ شَرُّهُ ﴾ أي شدائده، من تشقق السماوات، وتناثر الكواكب، وتكوير الشمس والقمر، وغير ذلك من الأهوال والشدائد التي تقع في ذلك اليوم. قوله: (منتشراً) أي وأما مستطيل باللام فمعناه الممتد، ومن هنا يقال: الفجر فجران، مستطيل كذنب السرحان وهو الكاذب، ومستطير وهو الصادق لانتشاره في الأفق. قوله: ﴿ وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ ﴾ الخ نزلت في علي بن أبي طالب وأهل بيته، وذلك أنه أجر نفسه ليلة ليسقي نخلاً بشيء من شعير، حتى أصبح وقبض الشعير، وطحنوا ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة، فلما تم نضجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام، ثم صنع الثلث الثاني، فلما تم نضجه أتى يتيم فأطعموه، ثم الثالث فلما تم نضجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك. قوله: ﴿ عَلَىٰ حُبِّهِ ﴾ مصدر مضاف للمفعول، و ﴿ عَلَىٰ ﴾ بمعنى مع، أي مع حبه وشهوته، ففيه إيثار على النفس، ويصح رجوع الضمير لله، أي على حب الله، أي لوجهه وابتغاء رضوانه، والأول ابلغ في المدح. قوله: ﴿ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾ خص الثلاثة لأنهم من العواجز المعدمين الكسب. قوله: (يعني المحبوس بحق) أي وأولى المحبوس بباطل. قوله: (فيه علة الإطعام) أي بيان سببه. قوله: (وهل تكلموا بذلك) أي ليطمئن الفقير بذلك، لأنه قد يقول في نفسه: إنه يطعمني ويريد أن يخدمني مثلاً. قوله: (قولان) رجح سعيد بن جبير ومجاهد الثاني. قوله: ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا ﴾ أي فلذلك نطعمكم ولا نريد منكم جزاء، فهو تعليل لقوله: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ ﴾ الخ. قوله: ﴿ عَبُوساً ﴾ إسناد العبوس لليوم مجاز عقلي، والمراد أهله من إسناد الشيء إلى زمانه، كنهاره صائم. قوله: (في ذلك) أي العبوس.


الصفحة التالية
Icon