قوله: ﴿ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً ﴾ الخ، اعلم أن الله تعالى أقسم بصفات خمسة، موصوفها محذوف، فقدره بعضهم الرياح في الكل، وبعضهم قدره الملائكة في الكل، وبعضهم غاير فجعله تارة الرياح وتارة الملائكة، وأما ما ذكره المفسر، فلم يعرج على المفسرون وهو حسن، وحاصل صنيعه: أنه جعل الصفات. الثلاث الأول لموصوف واحد وهو الرياح، والرابعة لموصوف ثان وهو الآيات، والخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة. قوله: (أي الرياح) أي رياح العذاب، ليغاير قوله: ﴿ وٱلنَّاشِرَاتِ ﴾.
قوله: (ونصبه على الحال) أي من الضمير في المرسلات، والمعنى: حال كونها مشابهة لعرف الفرس، من حيث تتابعها وتلاحقها، فالعرف بالضم شعر عنق الفرس، والمعرفة كمرملة موضع العرف من الفرس. قوله: ﴿ فَٱلْعَاصِفَاتِ ﴾ من العطف وهو الشدة، فهو مرتب على قوله: ﴿ ٱلْمُرْسَلاَتِ ﴾ الذي هو ريح العذاب. قوله: (تنشر المطر) أي تفرقه حيث شاء الله تعالى. قوله: (أو الرسل) هذا تفسير ثان للملقيات. قوله: (أي للإعذار) الخ، أشار بذلك إلى أن ﴿ عُذْراً أَوْ نُذْراً ﴾ مفعولان لأجله، والمعلل بهما هو الملقيات، والمراد بالإعذار إزالة أعذار الخلائق، وبالإنذار التخويف. قوله: (وفي قراءة بضم ذال نذراً) أي وهما سبعيتان، وقوله: (وقرئ) هذه القراءة ليعقوب من العشرة، والحاصل أن الضم في ﴿ عُذْراً ﴾ و ﴿ نُذْراً ﴾ على أنهما جمعان لعذير بمعنى المعذرة، ونذير بمعنى الإنذار، أو بمعنى العاذر أو المنذر، والسكون على أنهما مصدران. قوله: ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ ﴾ الخ، جواب القسم، وما بمعنى الذي، والعائد محذوف، أي إن الذي توعدونه.