قوله: ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ الاستفهام تقريري وهو طلب الإقرار بما بعد النفي، والمراد بالأولين الأمم السابقة من أدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، كقوم نوح وعاد وثمود، والمراد بالآخرين كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قوله: (أي أهلكناهم) أفاد بذلك أن الاستفهام داخل على نفي، ونفي النفي أثبات نظير﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[الشرح: ١].
قوله: ﴿ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ ﴾ العامة على رفع العين استئنافاً أو معطوفاً على جلمة ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ وليس معطوفاً على الفعل، والاستفهام مسلط عليه، لأنه يقضي أن المعنى: أهلكنا الأولين، ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك، وليس كذلك، لأن هلاك الآخرين لم يحصل حينئذ، وقرئ شذوذاً بتسكين العين، إما تحفيفاً والجملة مستأنفة أو معطوفة على المجزوم، ويكون المراد بالأولين: قوم نوح وعاد وثمود، وبالآخرين: قوم شعيب ولوط وموسى، وحينئذ فالمراد بالمجرمين، كفار أمة محمد عليه السلام. قوله: (فنهلكهم) أي في الدنيا كوقعة بدر.


الصفحة التالية
Icon