قوله: ﴿ وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ﴾ أي لهؤلاء المجرمين، أي من أي قائل كان. قوله: (صلوا) أي فسميت الصلاة باسم جزئها وهو الركوع، وخص هذا الجزاء لأنه يقال على الخضوع والطاعة. قوله: ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ ﴾ متعلق بيؤمنون، قال الرازي: إنه تعالى بالغ في زجر الكفار من أول السورة إلى آخرها، بهذه الوجوه العشرة المذكورة، وحث على التمسك بالنظر والاستدلال والانقياد للدين الحق، ختم السورة بالتعجب من الكفار، وبين أنهم إذا لم يؤمنوا بهذه الدلائل العظيمة مع وضوحها، لا يؤمنون بغيرها، قال البوصيري في همزيته: وإذا البينات لهم تغن شيئاً فالتماس الهدى بهن عناءقوله: (لاشتماله) على الإعجاز) أي فقد ورد: أن معجزات المصطفى، مائة ألف وسبعون ألفاً في القرآن، منها مائة ألف والسبعون من غيره، وهذا التعليل لا ينتج ما قاله المفسر من عدم الإمكان، إذ يجوز أن يؤمنوا بغيره مع عدم إعجازه، ويكذبون بالقرآن المعجز، فلو قال في التعليل: لأن القرآن مصدق للكتب القديمة، موافق لها في أصول الدين، فيلزم من تكذيبه تكذيب غيره من الكتب، لأن ما في غيره موجود فيه، فلا يمكن الإيمان بغيره مع تكذيبه لكان أولى.