قوله: ﴿ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا ﴾ تفسير لسؤالهم. قوله: ﴿ فِيمَ أَنتَ ﴾ ﴿ فِيمَ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ أَنتَ ﴾ مبتدأ مؤخر، وقوله: ﴿ مِن ذِكْرَٰهَا ﴾ متعلق بما تعلق به الخبر، والاستفهام انكاري، والمعنى: ما أنت من ذكراها لهم، وتبيين وقتها في شيء، فليس لك علم بها حتى تخبرهم به، وهذا قبل اعلامه بوقتها، فلا ينافي أنه صلى الله عليه وسلم لم يخرج من الدنيا حتى أعلمه الله بجميع مغيبات الدنيا والآخرة، ولكن أمر بكتم أشياء، منها كما تقدم التنبيه عليه غير مرة. قوله: ﴿ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا ﴾ أي إنك مرسل بالإنذار لمن يخافها، وهو لا يتوقف على علم المنذر بوقت قيامها، وخص من يخشى بالذكر لأنه المنتفع بها، وقد أشار له المفسر بقوله: (إنما ينفع انذارك). قوله: (يخافها) أي يخاف هولها. قوله: ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾ أي كفار قريش. قوله: ﴿ إِلاَّ عَشِيَّةً ﴾ هي من الزوال إلى غروب الشمس، قوله: ﴿ أَوْ ضُحَٰهَا ﴾ أي ضحى عشية من العشايا، وهي البكرة إلى الزوال، والمراد ساعة من نهار من أوله أو آخره، لا عشية بتمامها، أو ضحوة بتمامها. قوله: (أي عشية يوم) الخ، أشار بذلك إلى أن التنوين عوض عن المضاف إليه. قوله: (وصح إضافة الضحى) الخ، جواب عن سؤال مقدر تقديره العشية، لا ضحى لها، وإنما الضحى لليوم، فما وجه إضافة الضحى لضمير العشية؟ فأجاب: بأنهما لما كانتا من يوم واحد، كانت بينهما ملابسة، فصح إضافة احداهما للأخرى. قوله: (وقوع الكلمة فاصلة) أي رأس آية تناسب رؤوس الآي قبلها.


الصفحة التالية
Icon