قوله: ﴿ وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ ﴾ أي يسرع ويمشي في طلب الخير. قوله: (وهو الأعمى) تفسير لمن. قوله: (أي تتشاغل) أي بدعاء قرش إلى الإسلام، وهذا الشغل وإن كان واجباً عليه، إلا أنه عوتب نظراً للحقيقة كما علمت. قوله: (لا تفعل مثل ذلك) روي أنه ما عبس بعد ذلك في وجه فقير قط، ولا تصدى لغني، قوله: ﴿ ذَكَرَهُ ﴾ أي التذكرة، وذكر الضمير لأن التذكرة بمعنى التذكر والوعظ. قوله: ﴿ فَي صُحُفٍ ﴾ أي مثبتة في صحف مع الملائكة، منقولة من اللوح المحفوظ، قال المفسرون: إن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، أملاه جبريل على ملائكة السماء الدنيا فكتبوه كله، وبقيت تلك الصحيفة عندهم، فصار جبريل ينزل منها بالآية والآيتين على النبي عليه الصلاة والسلام، حتى استكمل انزال القرآن في ثلاث وعشرين سنة. قوله: (وما قبله اعتراض) أي بين الخبرين. قوله: ﴿ سَفَرَةٍ ﴾ جمع سافر، وكاتب وزناً ومعنى. قوله: ﴿ كِرَامٍ ﴾ أي مكرمين معظمين عند الله. قوله: (لعن الكافر) أي طرد عن رحمة الله، وفيه إشارة إلى أن المراد بالإنسان الكافر، لا كل إنسان، قوله: ﴿ مَآ أَكْفَرَهُ ﴾ تعجب من إفراط كفره، مع كثرة احسان الله عليه، وفي الآية اشكال من وجهين، الأول: إن قوله: ﴿ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ ﴾ يوهم الدعاء وهو إنما يكون من العاجز، فكيف يليق ذلك بالقادر على كل شيء؟ الثاني: أن التعجب استعظام أمر خفي سببه، وهذا المعنى محال على الله تعالى، إذ هو العالم بالأشياء اجمالاً وتفصيلاً. أجيب: بأن هذا الكلام جار على أسلوب العرب، لبيان استحقاقه لأعظم العقاب، حيث أتى بأعظم القبائح كقولهم: إذ تعجبوا من شيء قاتله الله ما اخبثه. وأجيب أيضاً: بأن الأول ليس دعاء، بل هو اخبار من الله بأنه طرده عن رحمته، والثاني أنه ليس تعجباً، بل استفهام توبيخ، وعليه درج المفسر، فهما تقريران. قوله: (أي ما حمله على الكفر) أي أي شيء دعاه إليه. قوله: (استفهام تقرير) أي وتحقير لحقارة النطفة التي هي أصله، ولذا قال بعضهم: ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة، وهو بينهما حامل للعذرة. قوله: (ثم بينه) أي الشيء المخلوق هو منه. قوله: ﴿ فَقَدَّرَهُ ﴾ أي قدر أطواره، وهو تفصيل لما أجمل في قوله: ﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ ﴾.
قوله: ﴿ ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ ﴾ منصوب على الاشتغال بفعل يفسره المذكور، ولم يقل ثم سبيله بالإضافة إلى ضميره، اشعاراً بأنه سبيل عام. قوله: (أي طريق خروجه من بطن أمه) قال بعضهم: إن رأس المولود في بطن أمه من فوق ورجليه من تحت، فهو في بطن أمه على الانتصاب، فإذا جاء وقت خروجه، انقلب بإلهام من الله تعالى. قوله: ﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ ﴾ الخ، عد الإمانة من النعم، باعتبار أنها وصلة في الجملة للحياة الأبدية والنعيم الدائم. قوله: ﴿ فَأَقْبَرَهُ ﴾ أي أمر بقبره، يقال: قبر الميت إذا دفنه بيده، وأقبره إذ أمر غيره به، فالقابر هي الدافن باليد، والمقبر هو الله تعالى لأمر به. قوله: (جعله في قبر يستره) أي ولم يجعل ممن يلقى للطيور والسباع اكراماً له. قوله: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَآءَ ﴾ مفعول المشيئة محذوف، والتقدير: إذا شاء انشاره أنشره. قوله: (حقاً) أي فتكون متعلقة بما بعدها أي حقاً، لم يفعل ما أمره به ربه، وحينئذ فلا يحسن الوقف على كلا، ويصح أن تكون حرف ردع وزجر للإنسان، عما هو عليه من التكبر والتجبر، قوله: ﴿ لَمَّا يَقْضِ ﴾ بيان لسبب الردع والزجر. قوله: ﴿ لَمَّا يَقْضِ ﴾ أي لم يفعل الإنسان من أول مدة تكليفه إلى حين اقباره ما فرضه الله عليه. قوله: ﴿ مَآ أَمَرَهُ ﴾ (به ربه) أشار بذلك إلى أن ﴿ مَآ ﴾ موصولة بمعنى الذي، والعائد محذوف، والضمير عائد على الإنسان المتقدم ذكره وهو الكافر.


الصفحة التالية
Icon