قوله: ﴿ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ﴾ شروع في بيان أحوال معادهم، إثر بيان مبدأ خلقهم ومعاشهم، والصاخة الداهية التي تضخ آذان الخلائق، أي تصمها لشدة وقعها، وصفت بذلك مجازاً، لأن الناس يصخون منها. قوله: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾ الخ، أي وسبب هروبه، إما حذراً من مطالبتهم له بحقوقهم، فالأخ يقول: لم تواسني بمالك، والأبوان يقولون: قصرت في برنا، والصاحبة تقول: لم توفني حقي، والبنون يقولون: ما علمتنا وما أرشدتنا، أو لما يتبين له من عجزهم وعدم نفعهم له، أو لكثرة شغل الإنسان بنفسه فيدهش من غيره، وكل واقع. قوله: (بدل إذا) أي بدل كل أو بعض، والعائد محذوف أي يفره منه. قوله: ﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ ﴾ جملة مستأنفة لبيان سبب الفرار. قوله: (أي اشتغل) الخ، بيان لجواب إذا المحذوفة.


الصفحة التالية
Icon