قوله: ﴿ ٱلْفُجَّارِ ﴾ أظهر في مقام الإضمار، تسجيلاً عليهم بهذا الوصف الشنيع. قوله: (أي كتب أعمال الكفار) أشار بذلك إلى أن ﴿ كِتَابَ ﴾ بمعنى كتب، والكلام على حذف مضاف، وبذلك اندفع ما يلزم من ظرفية الشيء في نفسه. قوله: ﴿ لَفِي سِجِّينٍ ﴾ اختلف في نونه فقيل: اصلية مشتق من السجن وهو الحبس، وقيل: بدل من اللام مشتق من السجل وهو الكتاب. قوله: (قيل هو كتاب جامع) أي دون الله فيه أعمال الشيطان والكفرة من الثقلين، موضع تحت الأرض السابعة، في مكان مظلم موحش، وهو مسكن إبليس وذريته، يذهبون إليه ليستوفوا جزاء أعمالهم. قوله: (وقيل هو مكان) إلخ، أي فهو اسم موضع، وعليه فقوله الآتي ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾ على حذف مضاف والتقدير (ما كتاب سجين) كما ذكره المفسر، والإضافة على معنى في، وقد يجمع بأن ﴿ سِجِّينٌ ﴾ اسم الكتاب الموضع معاً. قوله: (وهو محل إبليس) الخ، أي وفيه أرواح الكفار. قوله: ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ ﴿ مَا ﴾ اسم استفهام مبتدأ، و ﴿ أَدْرَاكَ ﴾ خبره، و ﴿ مَا سِجِّينٌ ﴾ مبتدأ وخبر، والجملة سادَّة مسد المفعول الثاني، والاستفهام الأول للإنكار، والثاني للتفخيم والتعظيم. قوله: ﴿ مَّرْقُومٌ ﴾ بيان للكتاب المذكور في قوله: ﴿ إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ ﴾ والمعنى: أن هذا الكتاب مكتوب فيه أعمالهم مثبتة، كالرقم في الثوب، لا ينسى ولا يمحى، وقيل: الرقم الختم بلغة حمير، وعليه مشى المفسر، والمعنى: أن هذا الكتاب مرقوم بعلامة يعرف أنه كافر. قوله: (أو بيان) أي أو نعت. قوله: (ردع وزجر) أي للمتعدي الأثيم عن ذلك القول الباطل، فهي حرف، وقال الحسن: إن ﴿ كَلاَّ ﴾ بمعنى حقاً.