قوله: ﴿ قَالَتْ ﴾ (معتذرة) حال من فاعل قالت لا إعلاماً له تعالى فإنه لا يليق ذلك، فإنه عالم بها من قبل أن تعلم بها هي. قوله: ﴿ أُنْثَىٰ ﴾ حال من الضمير في وضعتها مؤكدة له، ويحتمل أن تكون مؤسسة بالنظر لعوده على النسمة الشاملة للذكر والأنثى. قوله: (جملة اعتراض) أي بين كلامي حنة تفخيماً وتعظيماً لشأن ذلك المولود. قوله: (وفي قراءة) أي سبعية. قوله: (بضم التاء) أي ويكون ذلك من كلامها واعتذاراً. قوله: ﴿ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ ﴾ يحتمل أن يكون ذلك من كلام الله والمعنى ليس الذكر الذي طلبته كالأنثى التي أعطيتها لك، فإن ما وهبته لك أعظم مما طلبته لنفسك، فالقصد تفخيم شأنها، ويحتمل أن يكون من كلام حنة ويكون في الكلام قلب، والمعنى ليست الأنثى التي وهبت لي كالذكر الذي طلبته، فالذكر أعظم من حيث قوته على الخدمة وخلوه من القذارة كالحيض والنفاس، فيكون اعتذاراً واقعاً منها. قوله: (ونحوه) أي كالنفاس. قوله: ﴿ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا ﴾ معطوف على إني وضعتها أنثى، ويكون ما بينهما اعتراض علي أنه من كلام الله، وأما على أنه من كلامها فتكون من جملة مقولها. قوله: ﴿ مَرْيَمَ ﴾ معناه بلغتهم العابدة خادمة الرب. قوله: ﴿ وِإِنِّي أُعِيذُهَا ﴾ أي أحصنها وأجيرها. قوله: (أولادها) أي ولم تلد إلا عيسى. قوله: ﴿ ٱلرَّجِيمِ ﴾ فعيل بمعنى مفعول أي مطرود كما قال المفسر، أو مرجوم بالشهب من السماء. قوله: (إلا مسه الشيطان) أي نخسه في جنبه وظاهره حتى الأنبياء وهو كذلك. إن قلت الأنبياء معصومون من الشيطان فلا سبيل له عليهم، أجيب بأنهم معصومون من وسوسته وإغوائه لا من نخسه في أجسامهم، فإن ذلك لا يقدح في عصمتهم منه. إن قلت إن موضوع الآية أن دعوة أم مريم كانت بعد وضعها وتسميتها، فلم تنفع مريم من نخس الشيطان، وإنما نفعت ولدها فقط، فلم تحصل مطابقة بين الآية والحديث إلا أن يقال إن حفظهما من نخس الشيطان كان واقعاً، وإن لم تدع حنة فدعوتها طابقت ما أراده الله بهما، ومع ذلك فالمناسب للمفسر أن لا يأتي بالحديث تفسيراً للآية، وقد ورد أن الشيطان نخسهما أيضاً إلا أنه صادف الغشاء.