قوله: ﴿ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ ﴾ أي انصدعت بغمام يخرج منها، وهو البياض في جوانب السماء لتنزل الملائكة، قال تعالى:﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً ﴾[الفرقان: ٢٥] قوله: ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ﴾ أي انقادت لأمره. قوله: (سمعت وأطاعت) أي فشبه حال السماء في انقيادها، بتأثير قدرة الله تعالى، حيث أراد انشقاقها، بانقياد المستمع المطيع لأمره، وذلك أن السماوات لما علمت مراد الله، وتعلقت إرادته بانشقاقها، سلمت وفوضت أمرها، ولم تنازع في ذلك. قوله: ﴿ وَحُقَّتْ ﴾ بالبناء للمفعول، والفاعل في الأصل محذوف وهو الله تعالى، وكذا المفعول، والأصل وحق الله عليها استماعها، فحذف الفاعل ثم المفعول، واسند الفعل إلى ضمير السماوات. والمعنى: وحق الله استماعها لعلمها بأن مراد الله نافذ، فهي أهل لأن تسمع وتطيع، قال تعالى:﴿ قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ ﴾[فصلت: ١١].
قوله: ﴿ وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ ﴾ أي بسطت ودكت حبالها. قوله: (كما يمد الأديم) أي وهو الجلد، لأنه إذا مد زال كل انثناء فيه، وامتد واستوى. قوله: (ولم يبق عليها بناء ولا جبل) أي فيزاد في سعتها، لوقوف الخلائق عليها للحساب، وحتى لا يكون لأحد من البشر إلا موضع قدمه، لكثرة الخلائق فيها، وظاهر الآية أن الأرض تمد مع بقاءها، وليس كذلك، بل تبدل بأرض أخرى بدليل آية﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ ﴾[ابراهيم: ٤٨].
قوله: (من الموتى) أي والكنوز والمعادن والزروع، قوله: ﴿ وَتَخَلَّتْ ﴾ أي خلا جوفها، فلم يبق في بطنها شيء. قوله: ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ ليس تكراراً، لأن هذا في الأرض، وما تقدم في السماوات. قوله: (وأطاعت في ذلك) الإبقاء والتخلي. قوله: (دل عليه ما بعده) أي وهو قوله: ﴿ فَمُلاَقِيهِ ﴾.
قوله: (تقديره لقي الإنسان) الخ، قدره غيره علمت نفس وهو أحسن، لأنه تقدم في التكوير والانفطار وخير ما فسرته بالوارد.


الصفحة التالية
Icon