قوله: ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ ﴾ الفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي إذا عرفت هذا ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ ﴾ الخ. قوله: ﴿ بِٱلشَّفَقِ ﴾ أي وهو اختلاط ضوء النهار بسواد الليل عند غروب الشمس، وهو الحمرة التي تكون عند ذلك سمي شفقاً لرقته، ومنه الشفقة على الإنسان، وهي رقة القلب عليه. قوله: ﴿ وَمَا وَسَقَ ﴾ ﴿ مَا ﴾ موصول اسمي أو نكرة موصوفة أو مصدرية. قوله: (جمع ما دخل عليه) أي ضم ما كان منتشراً بالنهار من الخلق والدواب والهوام. قوله: (وغيرها) أي كلأشجار والبحار، فإنه إذا دخل الليل انضم وسكن. قوله: (وذلك في الليالي البيض) أي وهي ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر. قوله: ﴿ لَتَرْكَبُنَّ ﴾ جواب القسم، بضم الباء خطاب للجمع، وبفتحها خطاب للواحد، قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ طَبَقاً ﴾ مفعول به أو حال. قوله: (بعد حال) أشار بذلك إلى أن عن بمعنى صفة لطبق. قوله: (وهو الموت ثم الحياة) الخ، هذا قول ابن عباس، وقال عكرمة: رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ، وقيل: المعنى لتركبين سنن من قبلكم وأحوالكم. قوله: ﴿ فَمَا لَهُمْ ﴾ الفاء لترتيب ما بعدها من الإنكار والتعجب على ما قبلها، من أحوال يوم القيامة وأهواله الموجبة للإيمان لظهور الحجة، لأن ما أقسم به من التعبيرات والسفلية، يدل على خالق عظيم القدرة، يبعد عمن له عقل عدم الإيمان به والإنقياد له. قوله: ﴿ وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ ﴾ أي من أي قارئ، وهذا شرط، وجوابه ﴿ لاَ يَسْجُدُونَ ﴾ وهذه الجملة الشرطية في محل نصب على الحال، معطوفة على الحال السابقة، وهي قوله: ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾.
قوله: (لا يخضعون) أي فالمراد بالسجود اللغوي لا العرفي، وهذا أحد قولين، والآخر أن المراد به السجود الحقيقي الذي هو سجود التلاوة، وقد اختلف الأئمة في ذلك. قوله: (في صحفهم) الأوضح أن يقول في صدورهم، لأن الوعي معناه لغة الحفظ. قوله: (لكن) ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع، لأن ما قيل إلا في الكفار لا غير. قوله: ﴿ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ استنئاف مقرر لما أفاده الاستثناء.