قوله: ﴿ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ ﴾ الخ، أي ما عابوا منهم إلا إيمانهم، وإنما عبر بالمستقبل مع أن الإيمان وقع منهم في الماضي، لأن تعذيبهم الإنكار ليس للإيمان الذي وجد منهم في الماضي، بل لدوامهم عليه في المستقبل، إذ لو كفروا في المستقبل، لما عذبوا على ما مضى، فكأنه قال: إلا أن يستمروا على إيمانهم. قوله: ﴿ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ بيان لكونه العزيز الحميد. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ فيه وعد وعيد. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ الخ، أي حرقوهم بالنار، يقال: فتنت فلاناً إذا حرقته. قوله: ﴿ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ ﴾ أي لم يرجعوا عما هم عليه من الكفر، وفيه دليل على أنهم إن تابوا وآمنوا قبلهم، وأخرجهم من هذا الوعيد، والتعبير بثم إشارة إلى أن التوبة مقبولة، ولو طال الزمان ما لم تحصل الغرغرة. قوله: ﴿ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ﴾ هو خبر ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ﴾ ودخلت الفاء لما تضمنه المتبدأ من الشرط. قوله: ﴿ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ ﴾ من إضافة المسبب للسبب، أي عذاب سببه احراق المؤمنين. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ لما ذكر وعيد الكفار، أتبعه بذكر ما أعد للمؤمنين. قوله: ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ﴾ أي من تحت قصورها وغرفها، يتلذذون ببردها في نظير الحر الذي صبروا عليه في الدنيا، ويزول عنهم برؤية ذلك مع خضرة الجنان جميع المضار والأحزان. قوله: ﴿ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ ﴾ اسم الإشارة عائد على ما ذكر من حيازتهم الجنان، وعبر بالإشارة المفيدة للعبد، لعلو درجتهم في الفضل والشرف.