قوله: ﴿ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ ﴾ هي في الأصل الطريق الصعب في الجبل واقتحامها مجاوزتها، ثم أطلق على مجاهدة النفس، في فعل الطاعات وترك المحرمات، والمراد باقتحامها فعلها وتحصيلها والتلبس بها، إذا علمت ذلك فقول المفسر جاوزها تفسير لاقتحام العقبة لكن باعتبار الأصل، وليس مراداً هنا، فلو قال: أي تلبس بها ودخلها لكان واضحاً أو يقال: المراد بالعقبة الطريق التي توصل إلى الجنة، فإنه ورد: إن بين العبد والجنة سبع عقبات، والمراد باقتحامها مجاوزتها بفعل الطاعات في الدنيا، فمعنى قول المفسر (جاوزها) أي فعل أسباب المجاوزة. قوله: (والجملة اعتراض) أي لبيان العقبة قوله: (بأن أعتقها) أي مباشرة وهو ظاهر، أو تسبباً كشراء القريب. قوله: ﴿ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ مصدر ميمي بوزن مفعلة، من سغب يسغب، من باب فرع جاع، وقيد الإطعام بذلك الوقت، لأن إخراج المال فيه أثقل على النفس. قوله: ﴿ ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾ قيد اليتيم بكونه قريباً لأنه يجتمع حينئذ في الإطعام جهة الصلة والصدقة. قوله: (أي لصوق بالتراب) أي فهو كناية عن الافتقار. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (مضاف الأول لرقبة) أي من إضافة المصدر إلى مفعوله. قوله: (فيقدر قبل العقبة) إنما احتيج إلى تقدير هذا المضاف. ليطابق المفسر المفسر، وذلك: لأن المفسر بكسر السين مصدر، والمفسر بفتحها وهو العقبة كغير مصدر، فلو لم يقدر المضاف لكان المصدر، وهو فك مفسراً لاسم العين وهي العقبة، وذلك غير جائز، وأما القراءة الأولى، فالفعل فيها بدل من قوله: ﴿ ٱقتَحَمَ ﴾ فلا يحتاج لتقدير مضاف.