قوله: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ﴾ مناسبتها لما قبلها، أنه لما أقسم بتلك الأقسام المذكورة، على فلاح المطيع وخيبة العاصي، ذكر في تلك القصة المطيع وهو صالح عليه السلام، والعاصي وهو قومه. قوله: (بسبب طغيانها) أشار بذلك إلى أن الباء سببية. قوله: ﴿ إِذِ ٱنبَعَثَ ﴾ مطاوع بعث تقول: بعثت فلاناً على الأمر فانبعث له، والباعث لهم على ذلك التكذيب والطغيان. قوله: (واسمه قدار) أي بوزن غراب ابن سالف، وهو أشقى الأولين، وكان رجلاً أشقر أزرق قصيراً، وفي الحديث:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: أتدري من أشقى الأولين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة: أتدري من الأشقى الآخرين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال قاتلك ". قوله: (برضاهم) قال قتادة: بلغنا لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم. قوله: ﴿ فَقَالَ لَهُمْ ﴾ أي بسبب الانبعاث، والمعنى: أنه لما عرف منهم العزم على عقرها قال لهم ما ذكر. قوله: (ناقة الله) الإضافة للتشريف، من حيث إنها دالة على توحيد الله، بسبب ما فيها من الأمور الغريبة المخالفة للعادة التي لا تمكن من غيرها تعالى. قوله: (أي ذروها) أشار بذلك إلى أن ﴿ نَاقَةَ ﴾ منصوب على التحذير، والكلام على حذف مضاف، أي ذروا عقرها واحذرو سقياها. قوله: (شربها) بضم الشين وكسرها اسمان، وبفتحها مصدر شرب، والمعنى ومشروبها. قوله: (ولهم يوم) أي يوم يشربون فيه هم ومواشيهم. قوله: ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ أي استمروا على تكذيبه. قوله: (في قوله ذلك على الله) دفع بذلك ما يقال: إن تحذيرها من الناقة وسقياها إنشاء، والتكذيب من معارض الأخبار. فأجاب المفسر: بأن تكذيبه من حيث نقله عن الله فهو خبر. قوله: (المرتب عليه نزول العذاب بهم) وذلك أن صالحاً قال لهم: يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام، قالوا: وما العلاقة على ذلك العذاب؟ قال: تصبحون في اليوم الأول وكان هو الأربعاء وجوهكم مصفرة، وفي اليوم الثاني وهو الخميس وجوهكم محمرة، وفي الثالث وهو الجمعة وجوهكم مسودة، وفي الرابع وهو السبت يأتيكم العذاب، فحصل ذلك تقدم بسطه. قوله: ﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾ أي عقرها قدار في رجليها فأوقعها فذبحوهها واقتسموا لحمها. قوله: (ماء شربها) أي الماء الذي كانت تشربه. قوله: ﴿ فَدَمْدَمَ ﴾ (أطبق) ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ الخ، أي فهو مأخوذ من الدمدمة، من إطباق الشيء على الشيء، يقال: دمدم عليه القبر أطبقه، والمعنى: أهلكهم. قوله: (فلم يفلت منهم أحداً) أي إلا من آمن مع صالح، وهم أربعة آلاف. قوله: (بالواو والفاء) أي فهما سبعيتان، أما الواو فإما للحال أو مستأنفة، والفاء للتعقيب. قوله: (تبعتها) أي عاقبة هلكتهم، كما تخاف الملوك عاقبة ما تفعله، فهو استعارة تمثيلية، لإهانتهم وإذلالهم، ويجوز عود الضمير على الرسول، أي إنه لا يخاف عاقبة إنذاره لهم لعصمته بالله تعالى، وقيل: الضمير يرجع للعاقر، فهو زيادة في التقبيح عليه.