قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ شروع في بيان جزاء كل فريق ومقره. قوله: ﴿ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾ خبر ﴿ إِنَّ ﴾ والمعنى: أنهم مشتركون في جنس العذاب لا في نوعه، لأن عذاب الكفار مختلف على حسب كفرهم. قوله: (حال مقدرة) أي من الضمير المستكن في الخير. قوله: (من الله تعالى) متعلق بـ (خلودهم) والمعنى: نحن ننتظر خلودهم، بسبب اعتقادنا أن الله يخلدهم فيها، فالتقدير منا، والخلود المقدر من الله تعالى: قوله: ﴿ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ ﴾ أفعل تفضيل، وذلك لأنهم أشر من قطاع الطريق، لأنهم قطعوا طريق الحق على الخلق، وأشر من الجهال، لأن الكفر مع العلم أسوأ منه مع الجهل، و ﴿ ٱلْبَرِيَّةِ ﴾ بالهمز في الموضعين وتشديد الياء سبعيتان. قوله: ﴿ جَزَآؤُهُمْ ﴾ مبتدأ، وقوله: ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ حال، وقوله: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾ خبره، وهذا من مقابلة الجمع بالجمع، فيقتضي القسمة على الآحاد، فيكون لكل واحد جنة، وأدنى جنة الواحد مثل الدنيا، وما فيها عشر مرات، كما أفاده بعض المفسرين. قوله: ﴿ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾ أي الأربعة: الخمر والماء والعسل واللبن. قوله: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَآ ﴾ عاملة محذوف، أي دخلوها وأعطوها، وقوله: ﴿ أَبَداً ﴾ ظرف زمان منصوب بـ ﴿ خَالِدِينَ ﴾ و ﴿ رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ ﴾ يجوز أن يكون مستأنفاً، وأن يكون خبراً ثانياً وعبر هنا في أهل الجنة أبداًـ ولم يذكرها في أهل النار، لأن المقام مقام بسط وجمال، فالإطناب فيه من البلاغة. قوله: (بطاعته) أي بسببها وهو مصدر مضاف لمفعوله، أي طاعتهم إياه، أي قبلها منهم وجازاهم عليها. قوله: (بثوابه) أي بسبب أثباته لهم، فهو من إضافة المصدر لفاعله، قال الجنيد: الرضا يكون على قدر قوة العلم والرسوخ في المعرفة، ويصحب العبد في الدنيا والآخرة، وليس كالخوف والرجاء والصبر والإشفاق وسائر الأحوال الي تزول عن العبد في الآخرة، بل العبد يتنعم في الجنة بالرضا، ويسأل الله تعالى حتى يقول لهم: برضائي أحلكم داري، أي برضائي عنكم، وقال محمد بن الفضل: الروح والراحة في الرضا واليقين، والرضا باب الله الأعظم ومحل استرواح العبادين. قوله: ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ اسم الإشارة عائد على المذكور من تفصيل الجزاء الحسن.