قوله: ﴿ ذٰلِكَ ﴾ اسم الإشارة عائد على ما تقدم من عجائب عيسى، وأفرد باعتبار ما ذكر كما أشار لذلك المفسر. قوله: (وعامله في ذلك الخ) لأنه مضمن معنى أشير واعتراض ذلك بأن العامل في صاحبها، هو الهاء في نتلوه، فالعامل فيه هو نتلوه، قال بعضهم معتذراً عن المفسر بأنه خلط إعراباً بآخر. وحاصل ذلك أن قوله ذلك مبتدأ وقوله نتلوه خبره، وقوله من الآيات حال من الهاء وعامله هو نتلو أو من الآيات خبره ونتلوه حال، وعاملها ما في ذلك من معنى الإشارة، وهذا هو الذي يشير له المفسر على قول بعضهم. قوله: ﴿ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ ﴾ عطف على الآيات للتفسير. قوله: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ ﴾ سبب نزولها أن وفد نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: نراك تسب صاحبنا، فقال من هو؟ قالوا عيسى تزعم أنه عبد الله، فقال رسول الله أجل إنه عبد الله ورسوله، فقالوا: هل له مثل من الخلق خلق من غير أب؟ فنزلت الآية. قوله: (الغريب) أي وهو عيسى، قوله: (بالإغرب) أي وهو آدم، وأغربيته من وجوه منها أنه لم يسبق له أمثال أصلاً، ومنها وجود الأم لعيسى دون آدم، إن قلت: وجه الشبه بينهما ليس بتام. أجيب بأنه يكفي وجه واحد وهو عدم الابوة لكل. قوله: ﴿ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ﴾ جملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الأعراب. قوله: (أي قباله) بفتح اللام وهو الجسم، وأما الروح فمن نور نبينا صلى الله عليه وسلم، وإنما حمل الخلق على القالب لا على صورة الجسم الشاملة للروح نظراً لقوله ثم قال كن الخ، وإلا لكان ضائعاً. قوله: (وكذلك عيسى الخ) أشار بذلك إلى وجه الشبه بينهما، واتفق أن عالماً أسر في بلاد الروم فوجدهم يعبدون عيسى، فقال لهم لم تعبدون عيسى؟ فقالوا لأنه لا أب له، فقال لهم: آدم أولى لأنه معدوم الأبوين، فقالوا له: آدم وإن كان بلا أب إلا أنه لا يحيي الموتى، فقال لهم: إذا كان كذلك فحزقيل أولى لأنه أحيا ثمانية آلاف وقيل أكثر بدعوته وعيسى أحيا أربعة أنفار، فقالوا: إن عيسى يبرئ الأكمة والأبرص، فقال جرجيس أحرق وطبخ ولم يضره الحرق ولا الطبخ. قوله: (أي أمر عيسى) أي الذي قصة الله في كتابه. قوله: ﴿ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ ﴾ خطاب له والمراد أمته على حد (لئن أشركت ليحبطن عملك)، لأنه معصوم من الامتراء والشرك وكل كبيرة وصغيرة. قوله: (من النصارى) أي نصارى نجران أو غيرهم. وقوله: (بأمره) أي أنه عبد الله ولم يكن ابنه.


الصفحة التالية
Icon