قوله: ﴿ ٱلْحَقَّ ﴾ أي وهو نعت محمد وأصحابه المذكور في التوراة والإنجيل، وقوله: ﴿ بِٱلْبَاطِلِ ﴾ أي وهو التغيير لتلك النعوت. قوله: (بالتحريف والتزوير) أي الكذب في تلك الصفات. قوله: (إنه حق) أي إنه نبي حقاً، وما جاء به من عند ربه حق. قوله: ﴿ وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ ﴾ شروع في بيان تلبيسات اليهود، ورد أنه اجتمع اثنا عشر من أحبار خيبر، وأجمع رأيهم على أنهم يظهرون الإسلام في أول النهار وفي آخره يرجعون لدينهم ويأمرون الناس بذلك، وقصدهم بذلك دخول الشك على من آمن به صلى الله عليه وسلم، فلما أجمعوا وصمموا على ذلك جعل الله كيدهم في نحورهم ولم يفعلوا شيئاً من ذلك، ولو فعلوه لعاد شؤمه عليهم وقتلوا إن لم يتوبوا، لأن المرتد لا يبقى على ردته فمن نكث فإنما ينكث على نفسه. قوله: ﴿ آمِنُواْ ﴾ أي صدقوا ظاهراً باللسان. قوله: (أي القرآن) هذا هو المشهور في تفسير الآية، وقيل الذي أنزل على الذين آمنوا هو القبلة حين أمر النبي بالتحول للكعبة ثانياً بعد استقباله بيت المقدس، فحينئذ حصل لليهود غيظ وحزن عظيم، فأجمع رأيهم على موافقة المؤمنين أول النهار ومخالفتهم آخره، لعله يحصل الشك لأصحابه فيرجعون عن دينهم. قوله: (أوله) أشار بذلك إلى أن وجه النهار ظرف زمان لقوله آمنوا. قوله: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ علة لقوله آمنوا بالذي أنزل إلخ. قوله: (إذ يقولون) علة للعلة.


الصفحة التالية
Icon