قوله: ﴿ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ ﴾ الإستواء في الأصل الإعتدال والإستقامة، وهذا المعنى مستحيل على الله تعالى، فالمراد منه هنا في حق الله القصد والإرادة، فقوله قصد أي تعلقت إرادته التعلق التنجيزي الحادث بخلق السماوات، وثم الترتيب مع الإنفصال، لأنه خلق الأرض في يومين، وخلق الجبال والأقوات وما فيه الأرض في يومين، فتكون الجملة أربعة أيام، فالترتيب الرتبي ظاهر ويشهد لذلك قوله تعالى:﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ﴾[فصلت: ٩] الآيات، وعلى ذلك درج المفسر حيث قال أي الأرض وما فيها، ويحتمل أن ثم للترتيب الذكري بناء على أن الأرض خلقت مكوزة، فبعد ذلك خلقت السماء ثم بعد خلق السماء دحا الأرض وخلق جميع ما فيها، ويشهد لذلك قوله تعالى:﴿ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا ﴾[النازعات: ٢٧] ثم قال:﴿ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾[النازعات: ٣٠] وعلى ذلك درج القرطبي غيره وهو الحق. قوله: ﴿ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ﴾ أي جهة العلو وأل للجنس. قوله: (فقضاهن) بدل من آية فسوى وصبر وقضى بمعنى واحد وكل واحد ينصب مفعولين. قوله: ﴿ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ ﴾ أي طباقاً بالإجماع للآية وبين كل سماء خمسمائة عام وسمكها كذلك، والأولى من موج مكفوف، والثانية من مرمرة بيضاء، والثالثة من حديد، والرابعة من نحاس، والخامسة من فضة والسادسة من ذهب، والسابعة زمردة خضراء. قوله: (مجملاً ومفصلاً) هذا هو مذهب أهل السنة خلافاً لمن ينكر علم الله بالأشياء تفصيلاً فإنه كافر. قوله: (على خلق ذلك) أي الأرض وما فيها والسماوات ومافيها، وقوله: (وهو) الضمير عائد على اسم الإشارة، قوله: (وهو أعظم منكم) أي لقوله تعالى:﴿ لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾[غافر: ٥٧] أكبر من خلق الناس، قوله: (قادر على إعادتكم) هذا هو روح الدليل.