قوله: ﴿ يَزْعُمُونَ ﴾ أي يقولون قولاً كذباً، لأن الزعم مطية الكذب، قوله: ﴿ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾ أي وهو جميع الكتب السماوية. قوله: (الكثير الطغيان) وقيل إنه صنم يعبد من دون الله، وقيل اسم من يعبد من دون الله صنماً أو غيره. قوله: ﴿ بَعِيداً ﴾ يحتمل أنه صفة كاشفة لأن الضلال هو البعد ويحتمل أنه صفة مخصصة، ويكون معنى بعده أنه لا يهتدي بعد ذلك أصلاً، وهذا هو مراد الشيطان، ويؤيده قول المفسر عن الحق. قوله: ﴿ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ ﴾ رأى بصرية والمنافقين مفعول لها، وجملة يصدون حال. قوله: (يعرضون) أشار بذلك إلى أن الصد هنا بمعنى الإعراض فهو لازم، لا بمعنى المنع فيكون متعدياً، فقوله: ﴿ صُدُوداً ﴾ مفعول مطلق لقوله: ﴿ يَصُدُّونَ ﴾ قوله: ﴿ فَكَيْفَ ﴾ يصح أن تكون مفعولاً لمحذوف تقديره (يصنعون) كما قدره المفسر، ويصح أن تكون خبراً لمحذوف تقديره صنعهم. قوله: ﴿ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ ﴾ أي عاجلة أو آجلة. قوله: (لا) هذا جواب الاستفهام. قوله: ﴿ ثُمَّ جَآءُوكَ ﴾ أي أهل المنافق، يعتذرون إليك ويسترون على أنفسهم النفاق، ويحتمل أنهم جاؤوا مطالبين بدمه مثبتين إسلامه، فلولا هذه الآية لربما اقتص من عمر، لعدم البينة على كفر المنافق. قوله: (بالتقريب) أي التساهل في الحكم، كأن يعمل صلحاً، ويقسم المدعى به بين الخصمين. قوله ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ﴾ أي ولا تقتلهم، وهذا قبل الأمر بإخراجهم وقتلهم، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره إذا كان حالهم كذلك فأعرض عن قبول عذرهم. قوله: ﴿ فِيۤ ﴾ (شأن) ﴿ أَنْفُسِهِمْ ﴾ أي في حقها وما انطوت عليه، ويحتمل أن المعنى حالياً ليس معهم غيرهم. قوله: (ليرجعوا) أي لعله أن يترتب عن ذلك رجوعهم عما هم عليه. قوله: (بأمره) أشار بذلك إلى أنه ليس المراد بالإذن الإرادة، وإلا فيلزم عليه أن لا يتخلف عن طاعة أحد، لأن ما أراده الله وقوعه واقع، ولا بد من أن الواقع خلافه، فدفع ذلك المفسر بقوله: (بأمره) لأنه لا يلزم من الإرادة الأمر ولا عكس. قوله: (بتحاكمهم) الباء سببية.