قوله: ﴿ وَمَا لَكُمْ ﴾ الخ، ما اسم استفهام مبتدأ، ولكم جار ومجرور خبره، وجملة ﴿ لاَ تُقَٰتِلُونَ ﴾ في محل نصب على الحال، والمعنى أي شيء ثبت لكم حال كونكم غير مقاتلين، وهذا أحسن الأعاريب. قوله: ﴿ وَ ﴾ (في تخليص) ﴿ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾ أشار بذلك إلى أن قوله ﴿ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾ معطوف على سبيل الله، لكن على حذف مضاف. وسبب نزولها أنه كان قبل الهجرة لم يشرع الجهاد، فلما هاجر عليه الصلاة والسلام أمر بالجهاد، فتكاسل بعض ضعفاء المؤمنين وجميع المنافقين، فنزلت الآية توبيخاً لهم على ترك القتال، لإعلاء كلمة الله وتخليص المستضعفين. قوله: ﴿ وَٱلْوِلْدَٰنِ ﴾ قيل جمع وليد بمعنى ولد، وقيل جمع ولد أي الصغار. قوله: (الذين حبسهم الكفار) أي بمكة. قوله: (كنت أنا وأمي) أي وأخي الفضل. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ ﴾ صفة للمستضعفين و ﴿ يَقُولُونَ ﴾ صلة الذين. قوله: ﴿ ٱلظَّالِمِ ﴾ نعت القرية و ﴿ أَهْلُهَا ﴾ فاعل الظالم وذكر النعت وإن كان المنعوت مؤنثاً لأنه نعت سببي رفع اسماً ظاهراً، فذكر نظراً لذلك الاسم الظاهر. قوله: (إلى أن فتحت مكة) أي في السنة الثامنة من الهجرة. قوله: (عتاب بن أسيد) أي وكان عمره ثمانية عشر سنة، فكان ينصر المظلومين من الظالمين، ويأخذ للضعيف من القوي، الدعاء بهذه الآية مستجاب لمن وقع في بلدة كثر ظلم أهلها. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ الخ، المقصود من ذلك تحريض المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه. قوله: ﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ أي في مرضاته لإعلاء دينه. وقوله: ﴿ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ ﴾ أي في مرضاته. قوله: (تغلبوهم) مجزوم في جواب الأمر. وقوله: (لقوتكم) علة له. قوله: ﴿ كَانَ ضَعِيفاً ﴾ أي بالنسبة إلى كيد الله تعالى، وأما عظم كيد النساء في آية يوسف، فبالنسبة إلى الرجال فضعف كيد الشيطان لمقابلته بكيد الله، وعظم كيد النساء لمقابلته بكيد الرجال، وإلا فأصل كيد النساء التقدير من الشيطان، وفي الحديث:" النساء حبائل الشيطان "قوله: (واهياً) أي لا ضرر فيه أصلاً، ولذا خذل الشيطان أولياءه لما رأى الملائكة نزلت يوم بدر، وكان النصر لأولياء الله وحزبه.


الصفحة التالية
Icon