قوله: ﴿ فَتَبَيَّنُواْ ﴾ أي تمهلوا حتى يكشف لكم حقيقة الأمر، وما وقع من الصحابة اجتهاد، غير أنهم مخطئون فيه، حيث اعتمدوا على مجرد الظن، فلذا عاتبهم الله على ذلك، وهذا مرتب على وعيد القاتل عمداً، أي حيث ثبت الوعيد العظيم للقاتل عمداً، فالواجب التثبت والتحفظ، فرتب على ذلك ما وقع من الصحابة، قوله: (في الموضعين) أي هنا، وقوله فيما يأتي: ﴿ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ ﴾، وبقي موضع ثالث في الحجرات وهو قوله تعالى:﴿ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ ﴾[الحجرات: ٦] وفيه القراءتان، ويحتمل أن قوله في الموضعين أي ما هنا بشقيه والحجرات والأول أقرب. قوله: (بالألف ودونها) أي فهما قراءتان سبعيتان، وروي عن عاصم كسر السين وسكون اللام وهو بمعنى المفتوحة، قوله: (أي التحية أو الانقياد) لف ونشر مرتب. قوله: (التي هي أمارة على إسلامه) تقدم أنه وقع منه الأمران. قوله: ﴿ تَبْتَغُونَ ﴾ النهي منصب على القيد والمقيد، وليس كقولهم لا تطلب العلم تبتغي به الدنيا قوله: ﴿ فَعِنْدَ ٱللَّهِ ﴾ تعليل للنهي المذكور. قوله: ﴿ كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ ﴾ أي كنتم مثله في مبدأ الإسلام. قوله: ﴿ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ أي قبل منكم النطق بالشهادتين، ولم يأمر بالبحث على سرائركم. قوله: ﴿ فَتَبَيَّنُواْ ﴾ أي في المستقبل في مثل هذه الوقعة فهو تأكيد لفظي، وقبل ليس تأكيد الاختلاف متعلقيهما، لأن الأول فيمن تقتلونه، والثاني في شأن نعمة الله عليكم بالإسلام لتشكروه. قوله: ﴿ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ متعلق بمحذوف حال من ﴿ ٱلْقَٰعِدُونَ ﴾.
قوله: (بالرفع صفة) أي لقوله: ﴿ ٱلْقَٰعِدُونَ ﴾ إما لأن غير إذا وقعت بين ضدين قد تتعرف، أو لأن أل في القاعدون للجنس فأشبه النكرة، والأظهر أنه مرفوع على البدلية من القاعدون! لأنه لا يشترط استواء البدل والمبدل منه تعريفاً أو تنكيراً. قوله: (والنصب استثناء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (من زمانه) بيان للضرر وهي المرض، وقوله: (أو نحوه) أي كالعرج. قوله: (فضيلة) أي في الآخرة، والمعنى أن من تقاعد عن القتال لمرض ونحوه، فهو ناقص عن المباشرين للجهاد درجة لأنهم استووا معهم في الجهاد بالنية، وإنما زاد المجاهدون بالمباشرة، وكل من القسمين وعده الله بالجنة. قوله: (الجنة) أي لحسن عقيدتهم وخلوص نيتهم.


الصفحة التالية
Icon