قوله: ﴿ لَّعَنَهُ ٱللَّهُ ﴾ صفة ثانية لشيطاناً. قوله: (عن رحمته) أي جنته وما فيها. قوله: ﴿ وَقَالَ ﴾ الخ، الجملة إما صفة لشيطاناً أو حال منه، أي ما يدعون إلا شيطاناً بكونه مريداً، وبكونه مطروداً عن رحمته، بكونه قائلاً أو حال كونه قائلاً، وهذا القول قد وقع منه عند قول الله تعالى: ويكون مطروداً عن رحمته، بكونه قائلاً أو حال كونه قائلاً، وهذا القول وقع منه عند قول الله تعالى:﴿ فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ ﴾[الأعراف: ١٣].
قوله: ﴿ نَصِيباً مَّفْرُوضاً ﴾ ورد أنهم تسعمائة وتسعة وتسعون من كل ألف، لما في الحديث:" ما أنتم فيمن سواكم إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود "وورد أن يوم القيامة يقول الله لآدم: أخرج من ذريتك بعث النار، فيقول: يا رب وما بعث النار، فيقول الله تعالى: أخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعند ذلك تشيب الأطفال من شدة الهول. قوله: ﴿ وَلأُضِلَّنَّهُمْ ﴾ (عن الحق) أي أميلن قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد. قوله: (وقد فعل ذلك بالبحائر) جمع بحيرة وهي أن تلد الناقة أربعة بطون وتأتي في الخامس بذكر، فكانوا لا يحملون عليها، ولا يأخذون نتاجها، ويجعلون لبنها للطواغيت، ويشقون آذانها علامة على ذلك. قوله: ﴿ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ ﴾ أي ما خلقه، ومن ذلك تغيير صفات نبينا الواقع من اليهود والنصارى، وتغيير كتبهم، ومن ذلك تغيير الجسم بالوشم، وتغيير للشعر بالوصل، لما في الحديث:" لعن الله الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة "قوله: ﴿ خُسْرَاناً مُّبِيناً ﴾ أي لأنه ضيع رأس ماله وهي طاعة الله وعبادته. قوله: ﴿ إِلاَّ غُرُوراً ﴾ أي مزين الظاهر فاسد الباطن. قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ أي أولياء الشيطان. قوله: (معدلاً) أي منفذاً ومهرباً.


الصفحة التالية
Icon