قوله: ﴿ وَآمِنُواْ ﴾ من عطف المسبب على السبب. قوله: (من القرآن) بيان لما قوله: ﴿ مُصَدِّقاً ﴾ حال من الضمير المحذوف في أنزلت أو من ما. قوله: (بموافقته) الباء سببية ولا يلزم من موافقته للتوراة أنه لم يزد عليها بل القرآن جمع الكتب السماوية وزاد عليها. قوله: (من أهل الكتاب) هذا جواب عن سؤال مقدر تقديره إن أول بعثة النبي في مكة وأول كافر أهلها ولم يأت للمدينة إلا بعد ثلاث عشرة سنة فليس كفار أهل الكتاب بأول كافر أجاب المفسر بأن المراد الذي في أيديهم الكتب بالنسبة لمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة. فليس المراد الأولية الحقيقية بل النسبة. قوله: (فإثمهم عليكم) أي لأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عملها إلى يوم القيامة. قوله: (تستبدلوا) حول المفسر العبارة لأن الشراء ليس حقيقياً بل هو مطلق استبدال ومعاوضة. قوله: (من نعت محمد) أي أوصافه واخلاقه التي ذكرت في التوراة والإنجيل. قوله: (من سفلتكم) أي عامتكم. قوله: ﴿ وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ ﴾ يقال فيه ما قيل في (إياي فارهبون). قوله: ﴿ وَلاَ تَلْبِسُواْ ﴾ من لبس بالفتح من باب ضرب وأما اللبس وهو سلك الثوب في العنق فمن باب تعب قوله: (الذي تفترونه) أي من تغيير صفات محمد. قوله: (صلوا مع المصلين) أشار بذلك إلى أنه من باب تسمية الكل باسم جزئه، وآثر الركوع على غيره لأنه لم يكن في شريعتهم، فكأنه قال: صلوا الصلاة ذات الركوع جماعة. قوله: (ونزل في علمائهم) فاعل نزل جماعة أتأمرون الناس والضمير في علمائهم عائد على اليهود، ومثل ذلك يقال في علماء المسلمين لأن كل آية وردت في الكفار تجر ذيلها على عصاة المؤمنين، فالحاصل أن العالم إن كان كافراً فهو معذب من قبل عباد الوثن لأن وزر من كفر في عنقه، وإما إن كان مسلماً ولكنه فرط في العمل بالعلم فهو أقبح العصاة عذاباً، هذا هو الحق. فقوله: وعالم بعلمه لن يعملن   معذب من قبل عباد الوثنمحمول على العالم الكافر كعلماء اليهود والنصارى. قوله: (لأقربانهم المسلمين) إنما فضحوا معهم ليأسهم من دنياهم.


الصفحة التالية
Icon