قوله: ﴿ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾ خطاب للفريقين جميعاً، بعد أن ذكر كل فرقة على حدة. قوله: (كآية الرجم وصفته) أي فقد أخفوهما، وأطلع الله نبيه على أنهما في التوراة، فبين ذلك وأظهره، وهو معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يقرأ كتابهم، ولم يجلس بين يدي معلم، وهذا مثال لما في التوراة، ولم يمثل لما في الإنجيل، ولو مثل له لقال: وكبشارة عيسى بمحمد. قوله: ﴿ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ﴾ أي من قبائحهم كسبه فيما بينهم، والكلام في شأنه هو والقرآن، فلك يتعرض لهم في ذلك. قوله: (هو نور النبي) أي وسمي نوراً لأنه ينوّر البصائر ويهديها للرشاد، ولأنه أًل لكل نور حسي ومعنوي. قوله: ﴿ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ ﴾ أي من سبق في علم الله أنه يتبع رضوانه. قوله: (طرق السلامة) أي من العذاب والنجاة من العقاب، و ﴿ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ ﴾ منصوب بنزع الخافض وإنما حقه أن يتعدى إلى المفعول الثاني بإلى أو باللام، قال تعالى:﴿ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾[الإسراء: ٩].
قوله: (وهم اليعقوبية) أي القائلون بالاتحاد. قوله: ﴿ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ﴾ هذا ترق في الرد عليهم. قوله: (أي لا أحد) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: ﴿ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ ترق في الرد عليهم أيضاً. قوله: (شاءه) أي تعلقت به إرادته وهي الممكنات، خرج بذلك ذاته وصفاته والمستحيلات فلا تتعلق القدرة والإرادة بشيء من ذلك. قوله: (أي كأبنائه في القرب) أي فالمعنى على التشبيه، وهذا هو الصحيح، وقيل المعنى أبناء أنبياء الله، فالكلام على حذف مضاف. وسبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا جماعة من اليهود إلى الإسلام، وخوّفهم بعقاب الله تعالى، فقالوا: كيف تخوفنا به ونحن أبناء لله وأحباؤه؟ وهذه مقالة اليهود، وأما النصارى فقالوا مثلهم، زاعمين أن الله قال في الإنجيل: إن المسيح قال لهم إني ذاهب إلى أبي وأبيكم.