قوله: ﴿ وَٱتَّقُواْ ﴾ أصله أوتقوا قلبت الواو تاء وأدغمت في التاء، وقوله يوماً مفعول به وليس ظرفاً لأن الخوف واقع على اليوم لا في اليوم. قوله: ﴿ لاَّ تَجْزِي ﴾ (فيه) صفة ليوماً وقدر المفسر قوله فيه إشارة للرابط، وحذف لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها. قوله: ﴿ عَن نَّفْسٍ ﴾ متعلق بتجزي ونفس فاعل تجزي وهو بمعنى تغني أي لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة شيئاً من عذاب الله، وأما قوله يحشر المرء مع من أحب إي إذا كان المحب مؤمناً، والأصول لا تنفع الفروع إلا إذا كان مع الفروع إيمان، قال تعالى: (بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم). قوله: (بالتاء الياء) قراءتان سبعيتان فعلى التاء الأمر ظاهر، وعلى الياء لأنه مجازي التأنيث، فيصح تذكير الفعل وتأنيثه. قوله: ﴿ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ ﴾ أي النفس المؤمنة لا تقبل شفاعتها في النفس الكافرة. قوله: (وليس لها شفاعة فتقبل) أي لم يؤذن لها في أصل الشفاعة حتى يتسبب عنها القبول، وليس المراد أنها تشفع ولكن لا يقبل منها تلك الشفاعة لقوله تعالى:﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴾[الشعراء: ١٠٠] وخير ما فسرته بالوارد كما أشار لذلك المفسر. قوله: ﴿ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ الضمير عائد على النفس الكافرة، والعدل بالفتح الفداء، ويطلق على المماثل في القدر لا في الجنس، وأما المماثل في الجنس فالبكسر. قوله: ﴿ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ جمع باعتبار أفراد النفس، لأن المراد بها جنس الأنفس، وأتى بالجملة اسمية للتأكيد، والمعنى ليس لهم مانع يمنعهم من عذاب الله.


الصفحة التالية
Icon