قوله: ﴿ هَلْ تَنقِمُونَ ﴾ جمهور القراء على كسر القاف من نقم بفتحها وهو الفصيح، وقرئ شذوذاً بفتح القاف، وماضيه نقم بكسرها، وهو في الأصل النقض، ثم أطلق على الكراهية والإنكار، ولذا عدى بمن دون على. قوله: ﴿ مِنَّآ ﴾ أي من أوصافنا وأخلاقنا. قوله: ﴿ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا ﴾ استثناء مفرغ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول لتنتقموا، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، والمعنى لا تنكرون ولا تكرهون من أوصافنا إلا إيماننا بالله الخ. قوله: ﴿ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ ﴾ أي من سائر الكتب السماوية. قوله: ﴿ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ ﴾ قرأ الجمهور بفتح الهمزة، وقرئ شذوذاً بكسرها على الاستئناف. قوله: (عطف على أن آمنا) أي فهو في محل نصب على حذف مضاف تقديره واعتقادنا أن أكثركم فاسقون، وإنما قدرنا المضاف لصحة العطف، فإن المعطوف على الصفة صفة، وكون أكثرهم فاسقين وصف لهم لا لنا، فقدر المضاف لذلك، ويصح أنه منصوب على المعية، والمعنى إلا إيماننا مع كون أكثركم فاسقين، مع تقدير المضاف، أي مع اعتقادنا أن أكثركم فاسقون، ويحتمل أنَّ أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره وفسق أكثركم ثابت عندنا، ويحتمل أنه في محل جر معطوف على لفظ الجلالة مسلّط عليه آمنا، التقدير وما تكرهون منا إلا إيماننا بالله، وإيماننا بأن أكثرهم فاسقون. قوله: (المعنى ما تنكرون الخ) إنما أتى بذلك جواباً عن سؤال مقدر، تقديره إن. قوله: ﴿ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴾ وصف لهم، وأما الإيمان فهو وصف لنا، فيشكل عطف ما ليس وصفاً لنا على ما هو وصف لنا، فلذلك حول المفسر العبارة. قوله: (ومخالفتكم) من إضافة المصدر لمفعوله، والفاعل محذوف تقديره مخالفتنا إياكم. قوله: (المعبر عنه بالفسق) أي فأطلق اللازم وهو الفسق، وأراد الملزوم وهو عدم قبول الإيمان، ثم أطلق وأريد لازمه، وهو مخالفتنا لهم في اتصافنا بقبول الإيمان وهم بعدمه، وقوله: (في عدم قبوله) أي الإيمان. قوله: (وليس هذا مما ينكر) تتميم للكلام، إشارة إلى أن الاستفهام إنكاري.


الصفحة التالية
Icon