قوله: ﴿ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ (لأعدائه) أي الذين بطروا نعمته، وسماهم أعداء لمخالفتهم أمره، فكل من خالفه فهو كالعدو له، والمعنى يعامله معاملة العدو. قوله: (لأوليائه) أي أحبابه الذين يشكرون نعمه، وإنما قدم شديد العقاب لأنه تقدم ذكر النعم، فحذر من الاغترار بها والطغيان فيها، لأن الفقر مع الشكر خير من الغنى والبطر. قوله: ﴿ مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ﴾ هو بالرفع فاعل لفعل محذوف، أو مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله، والمعنى ليس على الرسول إلا تبليغ أمر دينكم لا جزاؤكم. قوله: (الإبلاغ) أشار بذلك إلى أنه استعمل مصدر المجرد موضع المزيد في الآية لمزيد البلاغة، أن زيادة البنية تدل على زيادة المعنى، ففيه الإشارة إلى أنه بلغ البلاغ الكامل. قوله: (فيجازيكم به) أي إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، قوله: ﴿ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ ﴾ معطوف على محذوف تقديره فلا يستويان، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، والمقصود من ذلك أمره صلى الله عليه وسلم أن يخاطب بذلك أمته، فليس الخطاب له، لأنه قد زهد الحلال، فضلاً عن كونه يعجبه كثرة الحرام. قوله: ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ (في تركه) أي ولا تتعرضوا لأخذ الحرام، فإنه يورث غضب الله، ولا لأخذ الشبهات أيضاً، فإنها تورث قسوة القلب. قوله: (تفوزون) أي تظفرون برضا الله، فإن العز كل العز للمتقي. قوله: (ونزل لما أكثروا سؤاله) أي عن أمور لو أجابهم عنها لشق عليهم، وعن أمور لو أجابهم بها لساءتهم. فالأول كسؤالهم عن الحج، هل هو واجب في العمر مرة أو كل عام مرة؟ والثاني كسؤال رجل عن أبيه بعد موته أي هو؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه في النار.


الصفحة التالية
Icon