قوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ﴾ الضمير عائد على قوله وأكثرهم الذين هم عوامهم، والقائل يحتمل أنه النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه. قوله: ﴿ تَعَالَوْاْ ﴾ فعل أمر بمعنى أقبلوا، وأصله تعالوون، تحركت الواو الأولى وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً فصار تعالاون التقى ساكنان حذفت الألف لالتقائهما، وحذفت النون لأن فعل الأمر يبنى على ما يجزم به مضارعه وهو يجزم بحذف النون، وهو بفتح اللام لكل مخاطب ولو أنثى، قال تعالى:﴿ فَتَعَالَيْنَ ﴾[الأحزاب: ٢٨].
قوله: ﴿ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ﴾ أي إلى الذي أنزله الله وهو القرآن، وقوله: ﴿ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ ﴾ معطوف على ما، أي وتعالوا إلى الرسول، أي ليبين لكم أحكام الله. قوله: (أي إلى حكمه) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ ﴾ على حذف مضاف، وقوله: (من تحليل ما حرمتم) بيان لحكمه، وهو البحيرة والسائبة والصيلى والحام ومثل ذلك في الحرمة ما يفعله بعض سفهاء العوام، من كونهم يرسلون عجلاً أو شاة على اسم ولي من الأولياء تأمل من أموال الناس ولا يتعرض لهما أحد، فإذا نصحهم إنسان وقال لهم إن ذلك حرام، أساؤوا الظن وقالوا إنه لا يحب الأولياء، فإذا اعتقدوا أن ذلك قربة وطاعة فقد كفروا، وإلا فهو من جملة المحرمات ويحسبون أنهم على شيء إلا أنهم هم الكاذبون. قوله: ﴿ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا ﴾ حسبنا مبتدأ وما وجدناه خبره. قوله: ﴿ أَ ﴾ (حسبهم ذلك) ﴿ وَلَوْ كَانَ ﴾ الخ الواو في أولو للحال، وهمزة الإنكار الواقعة قبلها داخلة على محذوف قدره المفسر والمعنى أكافيهم دين آبائهم ولو كانوا الخ، ويصح أن تكون للعطف على جملة شرطية مقدرها قبلها، والتقدير أيقولون ذلك ولو كان آباؤهم يعلمون شيئاً ويهتدون، بل ولو كانوا لا يعلمون الخ، نظير أحسن إلى فلان وإن أساء إليك، أي أحسن إليه في حال عدم إساءته، بل ولو في حال إساءته. قوله: ﴿ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ عبر هنا بيعلمون، وفي البقرة بيعقلون، وقال هنا ما وجدنا، وهناك ما ألفينا تفنناً. قوله: (للإنكار) أي والتوبيخ.